للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذا طريق، ولأهل الزوجة طريق آخر إلى إفساد الحياة الزوجية، هو التقصير في تربية فتاتهم أولاً، وعجزهم عن ضبطها وتأديبها ثانياً. فإذا كانت الزوجة سيئة الخلق وعناء، فأنها تدع دار زوجها لأتفه الأسباب، وتذهب مغاضبة تشكو إلى أهلها وتستعديهم، فإذا كان أهلها عقلاء ردوها إليه، وأصلحوا ذات بينهما، ولاموها على خلوة بها، كما يلومونه على خلوة به، فيؤلف الله بين القلبين، وتعلم الزوجة أنه لا ملجأ لها إلا دار زوجها، ولا منجي لها إلا حسن خلقها فترضى وتستقيم، وأما إذا كان أهلها جاهلين فإنهم يغضبون لها غضبة الجاهلية فيعينوها على طلاقها ويزيدون في عنادها فيخربون بيوتهم بأيديهم، ويسوقون الشقاء إلى فتاتهم، ويكونون شراً عليها وعلى زوجها ووبالاً. . .

ودواء هذا الداء أن يبحث الرجل عن أخلاق الأسرة، وأسلوبها في تربية بناتها، وحال أمها مع زوجها ومبلغ طاعتها له ورضاه عنها، قبل الإقدام على الزواج، فإذا اطمأن إلى ذلك وصاهر عقلا حازما، وكان الزواج برأي الفتاة ورضاها، من غير احتيال عليها ولا إكراه لها، فقد أمن جانب أهلها، وبقى عليه جانب أهله. . . والمصيبة بهم أشد. . . والعلاج أن يتفرد عنهم بزوجته. فإذا لم يستطيع ذلك، فعليه بالحزم في الأيام الأولى، وأن يعرف لأمه حقها، فان زوجه تطيعه وتتخرج عليه وتتربى على ما يأخذها به، أما أمه فلا سلطان له عليها. . . ولا عليه بعد ذلك أن يرضى زوجته فيما بينه وبينها، ويعوضها بما فقدت من السيطرة في الدار، بما يدخل السرور على قلبها ويملؤه رضى وأملا والسبل إلى ذلك شتى

المشاكل المالية

أولها هذا (الجهاز) فكم ثار من أجله من خلاف، وكم هد من أسر، وكم أصاب من بلايا. . . يتنافس القوم من أجله في إغلاء المهور حتى تبلغ المئات من الجنيهات، فتبور سوق الزواج، وتكسد البنات، ثم إذا كتب الله على الزوج أن يدفع هذا المهر الفاحش، لم يكن دفعه غنما للأب ولا لفتاته، لأن عليه أن يدفع مثل ما دفع الزوج أو قريباً منه، ثم يشتري بذلك كله أثاثا ومتاعا، وما شئت من الخرثى الذي لا ينفع في دنيا ولا آخره، فمن خزانة محفورة منزَّل فيها أدق الأصداف ثمنها سبعون جنيها، ومن مقاعد وأرائك على نحوها ثمنها مائتان لكنها لا تقيم على الاستعمال عاما واحدا، ومن ستائر للنوافذ ثمن إحداهنَّ عشرة جنيهات، ومن أوان فضية وقوارير كولونية تصف على المناضد صفا، كصف الجند

<<  <  ج:
ص:  >  >>