هذا إلى ما كان من قيامهم في وجه الولاة والعمال إذا ما اشتطّوا في جمع الخراج ومن انقسامهم على أنفسهم بسبب ما كان من ظهور الاختلافات المذهبية في المدنية وفي دمشق وبغداد
وقد ظل عرب مصر على ذلك إلى أيام الذي غالي في عقوبتهم، وضرب عليهم الذلة والمسكنة فاستكانوا. ناهيك بما كان من إسقاط المعتصم العرب من الديوان، فلم يشتركوا بعد ذلك في فتن سياسية ولم تعد لهم كلمة، واستعاضوا عن الاشتغال بالحروب والسياسية والزراعة وكسب العيش عن طريق غير طريق العطاء، وساروا في مناكب مصر وانتشروا في المدن والقرى، واختلطوا بالسكان الأصليين اختلاطاً تاماً، فانحطت العصبية العربية في مصر وفي غيرها من البلاد، ولم يحكم مصر بعد ذلك والٍ من العرب إلا عنبسة بن اسحق (سنة ٢٣٨هـ - ٢٤٢ هـ) اللهم إلا ما كان من دخول هذه البلاد تحت سلطان الخلفاء الفاطميين مدة قرنين وتسع سنين (٣٥٨ - ٥٦٧ هـ)