للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولقد بسم الحظ لولى الدين، ولكن ما بسم له حتى مات، وهذا نصيب المنكود من دنياه. كان ولى الدين من مؤيدي السلطان حسين كامل. فلما تولى السلطان حسين عرش مصر قرَّب إليه الأديب الموهوب؛ غير أن الموت زاحم مولى مصر على ابنها البار فدهمه داء الربو فمات وهو في حلوان، وقيل إنه مات بالسل

ومهما يكن فليس ولي الدين ممن يجب الإغضاء عنهم وله على البيان العربي يدٌ طاهرة. عدا أن محاولة طمسه لن تأتي بفائدة؛ والغد كفيل بأن يحييه. فما أبقى ولي الدين من آثار أدبية يضمن له الخلود. فليس من أديب في مصر يأتي فوراً تلو شوقي سوى ولي الدين، أي إن إنكاره وغمط فضله لا يؤثران فيه، بل يدلان على نية فاسدة. وإننا لننزه القوم في مصر عن التحزب في الأدب، ويكفيهم أن يعلموا أن التحزب العباسي قضى على تسعة أعشار منظوم بشار بن برد وظل بشار من الخالدين!

(بيروت)

كرم ملحم كرم

<<  <  ج:
ص:  >  >>