وكنا نلتقي، كعاشقين مضطهدين، في ظل استياء أبي وتجهمه. ومضى عام كامل. . . وكان (تشارلس) مهندساً بارعاً ولكنه كان قليل الصبر على عمله المسئم الذي لم يكن يبشر باتساع في الرزق!
وفي بعض الأماسي، حيث كنت أعيش معه ومع أمه، صحب عشيقته إلى (دروري لين) وكان الصباح التالي مقروراً جهما. وكذلك كنت. وحين أقبل المساء اعترف لي بأنه لا يستطيع أن يحتفظ بأمانته لحبي أكثر من ذلك. وقذفني ببعض الألفاظ المؤلمة! فأخذتني المفاجأة شر أخذة. ثم افترقنا بوسيلة تمثيلية أكثر مما كان ينبغي!!
كيف أعالج بقية أيام حياتي؟!. هذا هو السؤال الذي ألح على خاطري بعد فشل غرامي العظيم! ولقد وثب إلى ذهني أنني لو استطعت أن أكتب قصة من روائع الفن فسأبعث الحسرة والأسف في نفس من نأى عني بجانبه. . .
وفي مخدع أنيق في (برايتون)، وبغير تحضير تقريباً، بدأت أكتب السطور الأولى من قصتي الأولى.
كان على حوائط المخدع أستار جميلة مسدلة، وكانت نيران الموقد تتلظى في لهب ساطع براق. وإني لأذكر القليل من ظروف كتابة (بانتومايم) وإن طريقتي الآن هي أن أظل أدور حول موضوع قصتي شهوراً؛ قبل أن أبدأ في تسجيل فصولها؛ مع تسطير بعض الخواطر المبعثرة على أوراق منفصلة أجمعها في النهاية فتكونِّ هيكل الموضوع الناضج الذي أخرجه للناس. وفي ذلك الحين لا بد أن أكون بدأت تسجيل فصول قصتي مباشرة، لأسري عني الألم، وأزجي الفراغ الذي كان يملأ حياتي، والذي كنت أشعر به دائماً.
وعقدت في تلك الأثناء صداقة وثيقة مع فتاة في مثل سني اسمها (روز آلاتيني) هي اليوم تحترف الكتابة باسم (لوسين ونيرايت) وكانت هي أيضا قد بدأت كتابة قصة. وكثيراً ما كنا نكتب مجتمعتين قلماً إلى قلم! وكثيراً ما كان يحدث في تروضنا بالمشي أن نقف بأسماء الناشرين المعلقة على دورهم؛ نفكر أي دور النشر الكثيرة هذه يحسن استقبالنا بعد حين؟! ولقد استقر رأينا على دار (بوولى هد) أخيراً. . .
وحدث أن كنا في بعض خلوتنا الفنية نكتب في جو حالم حين طالعنا وجه رجل أبيض الشعر معقود الحاجبين، عرفنا فيه (جون لين) ولم نشأ أن نصدمه بإخباره بأننا نكتب