للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد اطلعت على كتاب كريم بليغ كان الأستاذ قسطاكي بك قد بعث به إلى صاحب له أهدى إليه رسالة في مبحث علمي، فرأيت أن أنحف به القراء مضافا إلى ما رواه الأستاذ الكوراني من نثر هذا السرىَّ العالم الأديب الكبير

يا صديقي

وصلتني كلمتكم. . . فسرحت طرفي منها في روضة بلاغة نقَّطت أزهارها الغمائم، بل في عالم فضل جمع شتيت العوالم. ونقلتني سطورها الموجزة إلى الهند والصين، ورفعتني آياتها المعجزة إلى أعلى علّيين. وأبعدت بي في المكان والزمان، حتى حادثني كهنة مصر وفلاسفة اليونان. بل جاوزت بي عصور الخلق الحيواني وأحقاب ظهور النبات، بل تعدت ما قبلها من الدهور السحيقة لتكوَّن الجمادات. ثم حلقت بي على أجنحة الفكر وأقدام الخيال، فجوَّلت في العوالم الشمسية، ومن لي بشرح ذيالك التجوال. وعاينت بأعين العلم ما تعجز عن إدراكه أعيان الحس من آيات الجمال. ثم حدرتني إلى عالمنا السيّار، وسايرتني إلى آخر الإعصار. وعرَّفتني جماعة من الحكماء الكبار كباكون ونيوتن وسبنسر ودروين وكنت ولامرك وهيكل علَم المتأخرين، وكثيراً من إضرابهم من تطأطىء لفضلهم شوامخ الرءوس، ويقال عند ذكر أسمائهم: لا عطر بعد عروس. فيا حبذا كلمتك وما أوجزت، ولله درك ولله أنت. لازلت تدير علينا من صهباء فضلك كؤوسا، وتطلع من سماء معارفك بدورا وشموسا

حلب في ٢٥ شباط سنة ٩٢٢

قسطاكي الحمصي

ذلك كتاب العلم والفضل والأدب والوجاهة في مدينة سيف الدولة، وعماد الدين وابنه نور الدين، وإبراهيم هنانو، وابن يعيش، واحمد بن الحسين القائل:

نحن أدرى وقد سألنا بنجد ... أقصير طريقنا أم يطول؟

وكثير من السؤال اشتياق ... وكثير من رده تعليل

كلما رحَّبت بنا الروض قلنا: ... (حلب) قصدُنا، وأنت السبيل

القارئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>