للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غاندي وتشكسلوفاكيا

كتب غاندي في جريدته (هاريجان) فصلا مناسبة المشكلة التشكسلوفاكية عاد فيه إلى مثُله العليا يجترها ويبدي فيها ويعيد، ومن رأيه أن أوربا قد باعت روحها من أجل التمتع بهذه الدنيا فترة قصيرة أخرى من الزمان. ومن رأيه أيضاً أن السلم الذي جاء ثمرة لمؤتمر ميونخ هو فوز للقوة كما إنه هزيمة لها في الوقت نفسه. . . ثم استولى على غاندي وسواسه الصوفي فعاب على التشك إذ عانهم للقوة بعد أن تخلت عنهم فرنسا ومن وراءها إنجلترا. وكان من رأيه أن يشهروا في وجه الألمان سلاح المقاومة السلبية دفاعاً عن الشرف الوطني، لأنه إذا كان من الشجاعة أن يقضي المرء في محاربة عدو يفوقه في القوة والعدد، فانه يكون أكثر شجاعة إذا رفض أن يحارب ورفض أيضاً أن يذعن. وما دام الموت هو النتيجة في الحالتين فخير للإنسان أن يكشف صدره للعدو ليقتله، من أن يمد إليه يده ليقتله، أو يملأ جوانحه بالحقد عليه) - وروح العصر الذي نعيش فيه تسمي كلام غاندي تخريفاً يريد أن يرى الناس كلهم فلاسفة. ونحن لا نشك في أن هذه الفلسفة الغاندية هي علة شقاء الهند وسبب فشلها في نضالها ضد الإنجليز. ورحم الله المتنبي حيث يقول:

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تكون جباناً

نادي الشبان الإنجليز

في سبتمبر الماضي فكر رجال التربية الإنجليز في تأسيس ناد للشبان الذين هم دون العشرين ولا يقلون عن الخمسة عشرة سنة، وقد تأسس هذا النادي العجيب بالفعل وعقدت أولى جلساته في مساء الرابع من أكتوبر الحالي فكانت جلسة غريبة جمعت الأخلاط والأشتات من الشبان والشابات من جميع الطبقات، وستعنى وزارة التربية الإنجليزية بجلسات هذا النادي فتعين لكل منها مرشداً من أبرز رجال الفكر في إنجلترا فيحاضر الأعضاء في موضوع خاص يختاره هو من الموضوعات التي تهم الشباب والتي تؤهلهم دراستها لفهم الحياة الصحيحة والمفروض في المحاضر أنه لا يفرض آراءه على الأعضاء ولذا فهو مستعد لمناقشتهم بعد المحاضرة ولا بأس من النزول على وجهة نظرهم إذا كانوا هم المصيبين. ووزارة التربية تنشد من وراء هذا النادي تنشئة الشباب على حرية الرأي

<<  <  ج:
ص:  >  >>