للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالمفتاح، لأني أعرف ما يحل بي إذا تركته مفتوحاً!!

والمثل يقول (جن الذي نجا من الموت!) فلا تمضي دقائق حتى أشفق أن يتهشم الباب، ويتحطم رأسي، فلا يسعني إلا أن أفتحه، فتدخل ماما، كالإعصار وتصيح بي:

(ما هذا الذي صنعت؟ تغري الولد بي، فيوقظني في هذه الساعة وأنا صائمة!!)

فأقول: (ساعتك واقفة؟ أليست كذلك؟)

فتقول، وهي تغالب الضحك (يعني إيه؟)

فأقول، وأنا أعود إلى السرير (يعني دقة بدقة، والبادي أظلم!)

فتقول: (راجع إلى السرير؟ تقلقلنا وتنام! شيء جميل!)

فأقول: (من الذي أقلق صاحبه؟)

فتقول: (إنك أنت سبب القلق والمتاعب كلها في هذا البيت)

فأقول: (غفر الله لك يا امرأة! أذهبي وتوبي إلى الله واستغفري لذنبك عسى أن يرحمك)

فلا يجدي هذا النصح، وينتهي الأمر بأن أجمع المخدات المبعثرة في الغرفة، وأعيدها إلى حيث كانت، وأنا أنهج من التعب، وأتمثل بقول الشاعر:

(ومن ظن أن سيلاقي الحروب ... وأن لن يصاب، فقد ظن عجزا)

وهكذا، وهكذا، إلى آخره، إن كان له آخر. فالحق أن أجري عظيم في رمضان!

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>