للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى الهاشميين البهاليل إنهم ... لخائفنا الراجي ملاذ وموئل

إلى أن قال:

فيا رب عجل ما يؤمل فيهم ... ليدفأ مقرور ويشبع مرمل

وينفذ في راض مقر بحكمه ... وفي ساخط منا الكتاب المعطل

فأنهم للناس فيما ينوبهم ... غيوث حياً ينفى به المحل ممحل

وإنهم للناس فيما ينوبهم ... مصابيح تهدي من ضلال ومنزل

لأهل العمي فيهم شفاء من العمى ... مع النصح لو أن النصيحة تقبل

ثم أخذ يشرح موقفه من هذه الدعوة الهاشمية، ويلائم بين حاله في هذه الدعوة الحارة في شعره، وحاله في إحجامه عما يبذله غيره من نفسه في سبيل تأييدها، ويبين أنه إنما ينتظر بذلك الثورة الكبرى التي تقضي عل دولة بني مروان، فلا يبخل وقتها بشيء من نفسه وماله، ولا يرضى بذلك الأحجام الذي يلجأ إليه، فقال:

لهم من هواي الصفو ما عشت خالصاً ... ومن شعري المخزون والمتنخل

فلا رغبتي فيهم تغيض لرهبة ... ولا عقدتي من حبهم تتحلل

وإني على حبيهم وتطلعي ... إلى نصرهم أمشي الضراء وأختل

تجود لهم نفسي بما دون وثبة ... تظل بها الغربان حولي تحجل

ولكنني من علة برضاهم ... مقاميّ حتى الآن بالنفس أبخل

إذا سُمت نفسي نصرهم وتطلعت ... إلى بعض ما فيه الزعاف الممثل

أتتني بتعليل ومنتني المنى ... وقد يقبل الأمنية المتعلل

وقالت فعد أنت نفسك صابراً ... كما صبروا أي القضاءين يعجل

أمواتاً على حق كمن مات منهم ... أبو جعفر دون الذي كنت تأمل

أم الغاية القصوى التي إن بلغتها ... فأنت إذن ما أنت والصبر أجمل

فإن كان هذا كافياً فهو عندنا ... وإني من غير اكتفاء لأوجل

ولكن لي في آل أحمد أسوة ... وما قد مضى في سالف الدهر أطول

على أنني فيما يريد عدوهم ... من العرض الأدنى أسم وأسمل

وإن أبلغ لقصوى أخض غمراتها ... إذا كره الموت اليراع المهلل

<<  <  ج:
ص:  >  >>