عناصر شريرة تصيب الناس ويتأتى لهم اتقاؤها بالطلاسم والهدايا والقرابين، على أيدي السحرة من ذوي الصلة بتلك العناصر أو تلك الأرواح
فالمسلم المصري الذي يلجأ إلى صنم فرعوني لا يتوجه إلى ذلك الصنم لأنه يعبده أو يحس في نفسه نوازع الوراثة من قتل الآباء والأجداد، ولكنه يتوجه إليه كما يتوجه إلى ساحر يخدم الشياطين ويصون الناس عن أذاها بجعل معلوم، ومن دأبه أن يتوقع الشرور من جانب الشياطين، فكيف يتفق على مهادنتها ومسالمتها إلا أن يكون الاتفاق على أيدي وسطائها المقبولين وسفرائها المقربين؟ إن الاتفاق مع شيخ من الشيوخ الصالحين قد يطول أمره، وقد يكون إشهاراً للحرب يستميت فيها الشيطان ثم ينهزم آخر الأمر بعد التنكيل بمن أثاروه وناوأوه. ولم هذا التطويل وهذه المجازفة؟ وماذا يجدي المتوسل المسكين أن ينهزم الشيطان في نهاية المعركة على يد الشيخ الصالح؟ أليس أحكم من ذلك وأدنى إلى النجاح أن تهدئ من ثورة الشيطان بالتوسل إلى سفرائه المعروفين؟
تلك هي الحالة العقلية أو الحالة النفسية التي تحفز بعض المسلمين إلى ابتغاء المعونة من الساحر أو من الصنم الفرعوني المهجور
ونقرب هذه الحالة بعض التقريب فنسأل: ماذا يصنع الفلاح المصري اليوم إذا علم أن منسراً من اللصوص هجموا على داره فانتزعوا منه طفله وحيوانه وأنذروه بإحراق زرعه؟
إنه لا يؤمن بحكومة مشروعة لأولئك اللصوص، ولا يحبهم، ولا يرضى عن وجودهم، ويعلم أن الطريق المشروع هو تبليغ الحكومة، وأن الحكومة إذا ما دخلت في حرب سجال مع أولئك اللصوص فالغلبة لها لا محالة، واللصوص من مقبوض عليهم في يوم من الأيام بغير جدال
ولكن ما العمل إذا قتل اللصوص طفله وحيوانه وحرقوا زرعه وداره قبل وصول الحكومة إليهم ونجاحها في القبض عليهم؟ أليس الأجدى من ذلك أداء (الحلاوة) المفروضة والتماس السلامة من هذا الطريق القريب؟ وهل يقدح ذلك في طاعته للحكومة وإخلاصه للقانون وكراهته لمنسر اللصوص؟؟
هذا بعينه هو أسلوب المسلم المصري في التفكير حين يعن له أن يحمي نفسه وأبناءه من