٩ - في الصفحة (٣٨٢): (حتى نجعت فيهم هذه الأكذوبة) ومثله في الصفحة (٣٨٧)
قلت: هذا الكلام خطأ إذ لم يستعمل الفعل (نجع) في العربية لشئون الشر وأمور الضر، وأصل الفعل وحقيقته يوضحان معناه. قالت اللغة: نجع الطعام في الإنسان: هنأ أكله أو تبينت تنميته واستمرأه وصلح عليه. ونجع فيه الدواء: نفعه وعمل فيه. ونجع في الدابة العلف، وماء ناجع ونجيع إذا كان مريئاً، وماء نجوع كما يقال: ماء نمير، والنجعة طلب الكلأ ومساقط الغيث وقال الأعشى:
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم ... ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا
ومن المجاز: نجع فيه الوعظ والنصح والخطاب وانتجعت فلاناً أي طلبت معروفه. وفي المقامات الحريرية: فناشدناه أن يعود، وأسنينا له الوعود. فلا وأبيك ما رجع، ولا الترغيب له نجع
١٠ - في الصفحة (١٢٦) ما كان يجهل ما لزخرف الخطابة من فعل السحر وسلب الألباب فلذلك لم يهمل شيئاً من بهرج البيان وزخرف الخطابة فيما ادعاه من الوحي)
قلت: أرادوا أن ينجدوا فغاروا، قصدوا ببهرج البيان زينة البيان أو حسنه أو جماله (وهو ما يعنيه الأصل الإنكليزي وما تدل عليه العبارات قبله وبعده) والبهرج في العربية هو الرديء قال الأساس: كلام بهرج وعمل بهرج وكذلك كل موصوف بالرداءة. وفي اللسان:(واللفظة معربة وقيل: هي كلمة هندية أصلها نبهلة وهو الرديء نقلت إلى الفارسية فقيل: نبهرة ثم عربت فقيل: بهرج، ومكان بهرج غير حمي، وقد بهرج فتبهرج. ومثل ذلك في الجمهرة والنهاية والتاج. وقول (أقرب الموارد): (تبهرجت المرأة تزينت) - خطأ، والأصل الصحيح تبرجت (وتبرجت المرأة تبرجاً أظهرت زينتها ومحاسنها للرجال) كما في التاج. وفي (الكتاب) الذي جاء يهدي الناس ويهذبهم: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
١١ - في الصفحة (٢٥٦): (مدعاة إلى الشك معثرة للضعفاء).
قلت: قول المبشرين معثرة - خطأ، ولهم في العربية المزلة والمضلة والمزلفة، وقد أرادوا أن يقيسوا فوقعوا في العاثور وفي تاريخ بغداد أن بعضهم:(طلب النحو فذهب يقيس فلم يجيء فقال: قلب وقلوب، وكلب وكلوب، فقيل له: كلب وكلاب).