قلت: في (الكتاب): (اعلم أنك إذا أضفت (نسبت) إلى جمع أبداً فإنك توقع الإضافة على واحده الذي كسر عليه، فإذا لم يكن له واحد لم تجاوزه حتى تعلم) فالنسبة إلى الشفاه شفيّ أو شفهي أو شفوي، وقد أنكر الأخير الجوهري، وأثبتها الأزهري. وتجمع الشفة على شفاه وشفوات وكلمته مشافهة ومشافاة) كما في المصباح
١٣ - في الصفحة (٤٣٢): (أو أن يرجع إليها منشد)
قلت: مقصود الكتاب يقتضي الناشد، وفي أكثر كتب الأدب واللغة، الناشد الطالب والمنشد المعرّف. قال التبريزي في شرح المعلقات:(يقال: نشدت الضالة إذا طلبتها وأنشدتها إذا عرفتها) ومثل ذلك في الصحاح والأساس والنهاية، وروي الأساس والجمهرة (والبيت للمثقب العبدي):
يصيخ للنبأة أسماعه ... إصاخة الناشد للمنشد
وفي اللسان:(قال أبو عبيد: المنشد المعرف، والناشد هو الطالب. ومما يبين لك أن الناشد هو الطالب حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) حين سمع رجلاً يَنشد ضالة في المسجد فقال: (يا أيها الناشد، غيرك الواجد) معناه لا وجدت. وقال ذلك تأديباً له حيث طلب ضالته في المسجد. وفي (التاج): وقال كراع في المجرد وابن القطاع في الأفعال، وأنشدتها بالألف: عرفتها لا غير
١٤ - في الصفحة (٢٣٥): (وكادت مذاهبهم (أي القرامطة الباطنية) تقلب الإسلام ظهراً لبطن)
قلت: شرّقت هذه الجملة وغرّب مقصودهم. قال الميداني في (مجمع الأمثال): قلب الأمر ظهراً لبطن، يضرب في حسن التدبير، واللام في (لبطن) بمعنى على، ونصب ظهراً على البدل أي قلب ظهر الأمر على بطنه حتى علم ما فيه) وفي اللسان والتاج والمصباح: قلب الشيء ظهراً لبطن: اختبره. وفي الأساس: ومن المجاز: قلبت الأمر ظهراً لبطن، وضربوا الحديث ظهراً لبطن، قال عمر بن أبي ربيعة:
وضربنا الحديث ظهراً لبطن ... وأتينا من أمرنا ما اشتهينا
وفي النهاية: وفي حديث معاوية لما احتضر وكان يقلب على فراشه فقال: إنكم لتقلبون