فكانت أكثر ممالك الدنيا حضارة ورقياً وتقدماً وعمراناً، مرصعة الأقطار بجواهر المدن الزاهرة، والحواضر العامرة، والمساجد الفخمة، والجامعات العلمية المنظمة، وفيها مجموع حكمة القدماء، ومختزن علومهم، يشعان إشعاعاً باهراً. وظل طيلة: هذه القرون الثلاثة يرسل على الغرب النصراني نوراً. . .)
ويقول هربرت جورج ولز:(ساد الإسلام لأنه كان أفضل نظام اجتماعي وسياسي تمخضت عنه الأعصر، وكان حيثما حل يجد أمماً استولى عليها الذل والكسل، وتفشى فيها الظلم والعسف؛ ويجد حكومات متفسخة غاشمة، مستأثرة مستبدة، لا تربطها برعاياها أية رابطة، فمدَّ إلى البشرية يد المساعدة والإنقاذ. . .)
وقال سيدبو:(إن الإسلام هو الدين السامي الذي استطاع أن يسير في فتوحاته دون أن يترك وراءه أثراً للجور، وكانت ترحب به جميع الأمم المغلوبة على أمرها لحكم الروم والفرس. . .)
أفبعد هذه الشهادات الصريحة تقوم ضد الفتح الإسلامي حجة، وينهض دليل؟
هذه صورة من كتابنا (في الدفاع عن الإسلام) الماثل للطبع، وسنتقدم في الأعداد المقبلة بكلمة أخرى نصور فيها الحضارة الإسلامية الزاهرة، ومبلغ ما وصلت إليه من التقدم والرقي، وما ذلك إلا نُصرةً للحق، وخدمة للعلم، والله خير الناصرين.