للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضخم؟ اللهم إلا قصيدة البردة وبانت سعاد وبعض الأدعية والأوراد!

وصاحبنا أستاذ الكيمياء في كلية الطب - هكذا كتب أخيراً ليهددنا بعلمه الغزير وينكر علينا علمية التفكير وعلمية الأفكار، ويشرح خواص الذهب الوارد في بيت الرافعي. ومع هذا يطاوعه علمه أن يقول: إن الكيمياويين يصفون الذهب بأنه فلز نبيل، والذي وصل إليه علمي القليل أن هؤلاء الكيمياويين يصفون الذهب بأنه فلز بليد لأنه لا يتفاعل مع الأكسجين ولا مع كثير من الأحماض، ويصفون معدنا كالحديد مثلاً بأنه فلز نشيط لسرعة تفاعله، لأن مدار وصفهم للفلزات قائم على أساس التفاعل لا الثمن، ولا ادري من أين أتى صاحبنا بهذا القول الفريد!

ولست أعني بهذا أن أناقش الكلام الطويل العريض الذي فسر به أبيات الرافعي، فسواء كان الذهب نبيلاً أو خسيساً، فسيبقى شعر الرافعي وأدبه كله يدور حول الصور الذهنية الكابية ويتيه في القفر الجامد اليباب

وبعد فقد رأى الناس مما كتبه هؤلاء وما كتبه الرافعي قبلهم، أنه ليس من اليسير عليهم فهم العقاد، وأنه ليس من مصلحة العقاد أن يفهموه، فما هم بمستطيعين فهمه حتى يسف هو ويقفر ويمسخ خلفاً غير هذا الخلق الباسق الجبار.

ولقد اطمأن العقاد إلى مكانه من الشهرة ومقامه من الخلود، فما يعنيه أن يثلبه ألف رافعي، وما ينقصه أن يقول فيه هؤلاء الرافعيون.

وفي نهاية هذا البحث أجد لزاماً على أن أشكر للرسالة وصاحبها إفساح هذا المجال، وأرجو أن أكون قد أفدت القراء بقدر ما استغرقت من فراغ. والسلام.

حلوان

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>