أو يرقب عن كثب أحوالهم الخلفية فيرشدهم إذا أخطئوا، ويردهم عن غيهم إذا حادوا عن الصراط المستقيم؛ وفي هذا إفساد لكثير من الشبان من الوجهتين الصحية والخلقية. وإن في وجود هذا المدرس المشرف لضماناً كبيراً يحول دون ذلك لأن في إمكانه أن يفحص أحوال تلاميذه خصوصاً منهم من لا يعيشون تحت رقابة أهليهم.
ويصح أن يجمع عدداً من المتقاربين في أحوالهم المالية والمعيشية فيساعدهم على سكنى منزل واحد وعلى إيجاد خادم يقوم بخدمتهم فينظم بذلك حالتهم المعيشية، ويشرف إشرافاُ تاماً على تكوينهم الخلقي. فلو أن المدرسة عنيت بهذا الأمر حق العناية وحققت هذه الرقابة الدائمة على تلاميذها لخدمت الأخلاق والفضيلة والقومية المصرية خدمة كبرى، ولأدى هذا العمل إلى رفع المستوى الخلقي والقومي إلى حد كبير، ينهض بمصر نهضة قوية، ويضعها في مصاف البلاد العظيمة. وللنجاح في ذلك شرط أساسي يتلخص في أن يعمل المدرسون هذا العمل الجليل عن طيب خاطر وأن يعتبروه خدمة وطنية عظيمة تقدرها البلاد قدرها. ولابد لهؤلاء المشرفين من أن يخفف عنهم عبء العمل المضني في نوح أخرى
ثم إن على المدرسة فوق ذلك أن تعني عناية تامة بالرياضة البدنية المصحوبة بأجراء تدريبات عسكرية نظامية مستمرة. وعليها أن تدرب أبناءها جميعاً على المخاطرات واقتحام العوائق وتذليل الصعاب كالفروسية وغيرها كالسباحة والتجديف وركوب الخيل وأنواع المهارة الرياضية. وعليها أن تشعر الطالب بأن الألعاب الرياضية والتدريب العسكري وأعمال الفروسية من ضروريات الحياة التي يجب على كل واحد أن يأخذها منها بقسط وليست زينة تبرزها المدرسة في حفلاتها الرياضية السنوية فحسب لتباهي بها أترابها ولتظهر بها على غيرها، فإذا انتهت أيامها ماتت الرياضة بالمدرسة حتى تبعثها بعد عام أو عامين فكرة إقامة حفلة أخرى كما هو واقع اليوم، فكل تلميذ يجب أن يقدم على الألعاب الرياضية ويمارسها كل يوم ممارسته لغيرها من الأعمال المدرسية الأخرى. والواجب أن تخصص المدرسة نصف ساعة على الأقل يومياً للتدريب والتمرين الشخصي وأن تكون صفاً عسكرياً نظامياً عاماً يومياً، ويجب أن يخصص للتدريب العسكري فوق ذلك جزء من العام في شهر يناير كأسبوعين أو ثلاثة بصفة خاصة.