للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وخيل إلي أني أجد معنى لهه اللغة الغامضة، فدرست القوانين التي تدور حبها، أجرام السموات، فان نيوتن يعتمد عيني في سهولها المنيرة. تأملت بقايا رفات العواهل، ورأيت رومة متدثرة في ظلمات قبورها المقدسة، والقديسين وقد أقضت مضاجعهم. وزنت بيدي رفات الأبطال، وطلبت منه معنى الخلود الذي يأمله كل البشر، ولكن لم أجد في هذا الغبار الفاني معنى الخلود

ماذا أقول؟

لازمت سرير الموتى، لتفتش نظراتي عن معناه في العيون المحتضرة

وعلى هذه الذرى التي توجتها الثلوج مدى الدهر

وفوق هذه الأمواج التي خططتها عواصف الرياح

ناديت دون مجيب

اقتحمت عثار الأحجار وظننت كالعرافة أن الطبيعة بمشاهدها النادرة سترمي إلينا بإحدى عجائبها، فأحببت أن أغمر نفسي في هذه الرغبات الصامتة التي تتوالى

ولكني، في سكوتي وهياجي، فتشت عبثاً عن كنه هذا السر العظيم، فرأيت في كل مكان إلهاً لا أفقهه. رأيت الشر أثر الخير دون خبرة، ودون هدف يسيران كالصدفة، رأيت في كل مكان الشر يختار، فجدفت بحق السماء دون معرفة، فرن صوتي ولاحق السماء كالصدى المدوي، ولكنه لم يرهب القدر، ولم يغضب المصير

(البقية في العدد القادم)

حسين تفكجي

<<  <  ج:
ص:  >  >>