للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معلوم من المال للفقراء والمساكين الذين أقعدهم العجز عن العمل، دون الكسالى المتسولين القادرين على الأكل من كسب أيديهم (وبقية الأصناف الثمانية في آية: إنما الصدقات للفقراء والمساكين. . .) فإذا حفظت الزكوات والوصايا لمستحقيها ووزعتها عليهم جمعيات التعاون على البر والتقوى، ذوات الاختصاص بتمييز المستحقين من غيرهم، كانت هذه أفضل طريقة تجمع بها الأموال من المحسنين لإطعامهم وإيوائهم وتعليم أبنائهم. (والحج) أعظم مؤتمر إسلامي حر، وأكبر نقابة في الدنيا تبحث في شؤون المسلمين ومصالحهم، وتوازن بين ماضيهم وحاضرهم، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم، وتؤلف بين شعوبهم وقبائلهم. ثم هو فريضة الإسلام والركن الاجتماعي للعام الذي يربط أفراد الأمة الإسلامية بعضهم ببعض، ويشد أواصر التآخي والتراحم بينهم، وينزع الضغن والحقد من بينهم فيصبحون بنعمة الله إخواناً.

١٠ - المعلمون ورثة الأنبياء في تعليمهم وأخلاقهم، ومن شأن أساتذة الدين أن يكونوا من أكمل البشر وأفضلهم في آدابهم وأعمالهم ومعاملاتهم، ويجب أن تتجلى فيهم مزايا العبادات المذكورة في هذه المقدمة وفوائدها، وأن يكونوا هم صورة كاملة لها، فهم القدوة الصالحة التي ينشدها الطلاب والمدارس، والمثل العليا تستملي من صفاتهم وأعمالهم، لا من الكتب التي بين أيديهم فحسب. والرجاء في أساتذة الدين أن يصبحوا طلابهم في المصلى والمسجد (لا في المقهى والملهى) ويكونوا أئمة لهم في بعض الصلوات، ومؤتمين بهم في البعض الآخر، ولا يرى الطلاب من عملهم مأخذاً لهم يتمسكون به (كعادة التدخين الضارة مثلاً) بل يجب أن يلاحظ رؤساء المعارف كافة والمعلمون منهم خاصة، وأساتذة الدين على الأخص، أنهم ليسوا أشخاصاً عاديين لأنهم يربون أرواحاً ويصلحون إصلاحاً، فيهم يقتدي، وبهديهم ويهتدي، وليذكروا قول المصلح الأعظم صلى الله عليه وسلم (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.)

محمد بهجة البيطار

عضو المجمع العلمي العربي بدمشق

<<  <  ج:
ص:  >  >>