للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حيوية ملحوظة؛ وكل ما في كتابه يعتبر هدية ممتازة إلى الفن القصصي من الشخصيات، والطبيعة، والحوار. وليس بعد ذلك من شيء يجعل القصة جديرة بالنشر، خليقة بالإقبال!

ونفذت سبعمائة نسخة من الكتاب في موسمه الأول ولم يكن هذا أمراً مرضياً تماماً. ولكنه لم يكن في تلك الأيام نتيجة سيئة. فقد بلغ نصيب الناشر من ثمن هذه النسخ ثلاثين جنيهاً. بينما أخرج (أرنولد بينت) كتابه الأول فلم يكسب أكثر من جنيه واحد بعد أجر من وقع فصوله على (الآلة الكاتبة)!

واستأنفت الكتابة بعد ذلك، لأن الناشر تلقى تشجيعاً كافياً لأن يتفق معي على نشر قصة أخرى. وهذه أيضاً حقيقة لها حظ من الأهمية. فان القصة الأولى للكاتب إن لم تكن أكثر من محاولة غير ناجحة، فان قصته الثانية خليقة أن تكون بداية طيبة لاحترافه هذا الفن!

وأنا الآن لا أكتب قصصي بالسهولة التي كنت أكتب بها منذ ثلاثين سنة. والواقع أن الإنسان كلما تقدمت به السن تزايد شعوره بصعوبة التمشي مع كل الأساليب! وشعوره بتضاؤل استقلاله وحقوقه كمؤلف. ولكن، حينما كنت أكتب قصتي (موسم الفكاهة)، وأنا ابن ثلاث وخمسين سنة كنت أحس بذلك النشاط الذي كان لي حين كنت أكتب (القلب السعيد) قبل ذلك بثلاثين عاماً كاملة.

وحين شرعت في كتابة هذا المقال لم أكن قد تصفحت كتابي الأول منذ ظهوره، ولكني وجدتني مضطراً إلى ذلك حين هممت بتدوين هذا الفصل، لأكتشف ذلك الموضوع الذي دارت عليه فصول كتابي الأول الذي أشعر بأني مدين له، إذ مهد لي السبيل إلى فن من الحياة لقيت فيه ألواناً من السعادة.

فرانك سونيرتن

<<  <  ج:
ص:  >  >>