المستطاعة نرى أن تذيعوا على كافة خريجي الجامعات والمعاهد العلمية العالية سواء كانوا موظفين في هذه الوزارة أو غيرها أن هذه الوزارة على استعداد أن تعاضدهم في نشر ما يقومون بترجمته من الكتب القيمة كل في موضوع اختصاصه إما بشراء حق الترجمة إن قبل تقرير الكتاب في المدارس أو بغير هذه الطريقة. هذا على شرط أن تقتنع هذه الوزارة بأن العمل يؤدي إلى خدمة نهضتنا العلمية أو الفنية في العراق.
أمة عربية تزول!
كان للكلمة الموجزة التي كتبناها عن مصير طرابلس الغرب تحت حكم الدوتشي (حامي الإسلام!) صدى قوي في البلاد العربية فثارت النفوس بالاستنكار، وتحركت الألسن بالاحتجاج، وتردد ذلك كله في الصحف الحرة اليقظى، وسنقتطف منها نبذاً تدل على قوة الوحدة الشعورية في الأقطار العربية:
قالت جريدة (الرأي العام) العراقية تحت عنوان (طرابلس - برقة ضحية الاستعمار الإيطالي) بعد أن نشرت قرار المجلس الفاشستي بضم طرابلس الغرب إلى إيطاليا:
(إننا نقف موقف المتفرج على ما يراد بقوم هم من العروبة في الصميم، وقد كتبوا صفحات نضالهم ضد القوة الاستعمارية الغاشمة بدمائهم الكريمة، فأية غضبة أعلناها في سبيل طرابلس الغرب العربية وهي تتمزق إرباً؟ وأية مظاهرة قمنا بها لنعلن سخطنا ولو بالمظاهرات على هذه الهمجية التي تفرضها دولة مستعمرة هي من ألد أعداء العرب على قطر عربي استنجد بنا ألف مرة ومرة وناشدنا النجدة والمعونة؟
لحد هذا اليوم نخلع على بعض رجالات العرب صفات البطولة لمواقف مجيدة كانت لهم ضد الاستعمار الإيطالي أيام الدولة العثمانية غير العربية، أفلا يكون شيء من ذلك أثناء وجود دول عربية ذات مركز قوي إن لم تتمكن من حشد الجيوش وجمع الجموع فهي غير عاجزة عن رفع صوتها وإعلان احتجاجها على الأقل؟ أو يعيش رجال من العرب على حساب البطولة (العربية) في أيام العهد (العثماني) غير العربي وهم أتباع، بينما لا تكون لهم تلك البطولة عينها أو بعضها وهم سادة وزعماء في بلدان عربية منبعثة من جديد؟ وما معنى هذا؟ وأية قومية عربية هذه؟
لا مفهوم للوحدة العربية التي نتغنى بها إذا كانت طرابلس الغرب أول ضحايا الاستعمار