الوحشي من البلدان العربية لا مدلول لها في منطق (الوحدة) ولا يعنينا أمرها بشيء، ولا تهزنا مأساتها الدامية. لا مفهوم للوحدة العربية ما دمنا لا نهاجم المستعمرين والمفترسين البلدان العربية على حد سواء. إن هذا الأمر بعيد جداً عن الوحدة بل عن الوطنية (ما دمنا نقول بوطن واحد عربي) بل بعيد عن صفات العروبة ومزاياها.
وقالت في موضع آخر:
في جزء غال من أجزاء الوطن العربي المقدس يعيش شعب عربي أبي في بحران من الظلم الفادح والاستبداد العنيف.
شعب أعزل من كل شيء غير قوة الإيمان، شعب فقد كل شيء غير الشرف، لا يزال يقاوم الخطر الذي يكتسحه، ويرد عن العروبة الداهية التي تدهمها، شعب من هذا الطراز يعتقد أن على العرب واجباً نحوه يجب أن يؤدوه، وفرضاً له يجب أن يقضوه
إن تأييد الشعب العربي الطرابلسي البرقوي في نضاله ضد الاستعمار الإيطالي الفاشستي أمر محتم على كل عربي يتألم لألم إخوانه العرب ويخشى المصير الذي صاروا إليه، لأن عطف العالم العربي على المناضلين الطرابلسيين وتأييده لهم يزيدهم قوة فوق قوتهم وإيماناً على إيمانهم
ويفهم في الوقت نفسه المستعمرين أن قضية الطرابلسيين هي قضية العرب أجمعين، وأن على الذي يريد صداقة العرب أن يصادق إخوانهم الطرابلسيين لا أن يتزلف إليهم بيد ويبطش بالأخرى بإخوانهم. . .
حول مقال
سيدي الأستاذ الزيات
تحية وسلام وبعد فقد قرأت يا سيدي ضمن ما أقرأ لك ما كتبته تحت عنوان (شيطان) في عدد الرسالة الغراء رقم ٢٧٩. والحقيقة أنك قد أتيت على وصف هذه المأساة أدق وصف وحللت شخصياتها أوضح تحليل. واغلب الظن بل ومما لا أشك فيه أن هذه الصورة ليست من نسج الخيال إنما هي بنت الحقيقة، وليس من الغريب أن تقع أمثال هذه المآسي في بلدنا هذا بل إنها واقعة فعلاً في معظم البيوتات المصرية سواء منها الكبيرة أو دونها كل على قدر ما نال. وقد اصبح هذا الداء هو (داء العصر) ولابد أنك يا سيدي الفاضل ترى