ثم سمعتْ ليلاي في الزمالك أني تعرفت إلى ليلى المريضة في العراق
فماذا صنعت الحمقاء؟
أرادت أن تنتقم مني ففتحت أبواب قصرها للواغلين من أدعياء الأدب والبيان
ولم تكتف بذلك، بل أعلنت غضبها عليّ في رسائل نشرتها في مجلة الصباح
وأسرفت الشقية في الحمق فنشرت في مجلة المصور أخبار سهرة تناول فيها السامرون عندها أكواب الصهباء
وكانت الشقية تعلم أن ذلك سهمٌ سيصيب صدر حبيبها في العراق
ولكني تجلدت وتماست، وكتبت إليها أعتب في رفق ولطف فأجابت الحمقاء:
(هل كنت تنتظر أن أضع يدي على خدي إلى أن ترجع من بغداد؟)
خبر أسود!
خبر أسود!
خبر أسود!
كذلك هتفتُ كما يهتف الفلاح المصري حين ينزعج، وعبارات الفلاحين تسبق إلى لساني حين يثور غضبي
إن ليلى المريضة بالزمالك لا تريد أن تضع يدها على خدها حتى أرجع من بغداد، وهي تعرف أني هاجرت إلى العراق لغرض نبيل هو توثيق علائق المودة بين مصر والعراق
وهل تفهم المرأة هذه المعاني؟
آمنتُ بالله، وكفرتُ بالحب!
أما بعد فقد انتهى ما بيني وبين ليلى المريضة في الزمالك، وقد حرمتُ على نفسي رؤية الزمالك إلى أن أموت، فحدثوني يا رفاقي عن أضواء الزمالك وأيام الزمالك وليالي الزمالك، حدثوني كيف يغني الكروان في الزمالك. حدثوني كيف تكون أشجار الزمالك في الليل. حدثوني كيف يثب النيل ليقبل أقدام الزمالك، حدثوني كيف تصبر عني ليلاي في الزمالك. حدثوني كيف تغيب الشمس عن الزمالك. وكيف يطلع القمر على الزمالك. وكيف تثور عواصف الحب والبغض في الزمالك