للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نحتاج إليها للتعبير عن الهواء الذي لا يكون مطلقاً فوق الجبال وإنما يكون محصوراً بينها ومحاذياً لسفوحها، فلا مندوحة للطيارين عن استعمال كلمة (النفنف) في لغة الطيران ومن استثقلها كان أثقل منها لعمري.

يقول الطيار: ثم جاوزت النفنف وأصبحت في الهواء الطلق فوق قمة (أفرست) فبماذا نسمي هذا الهواء أو هذا الفضاء الذي طرت فيه؟ نسميه (اللوح) ونقول له إن طيارتكم بلغت اللوح أو أخذت تسبح في اللوح. و (اللوح) بضم اللام الهواء بين السماء والأرض.

يقول المتشائم بغريب اللغة: إن اللوح فيها غرابة فهل من كلمة غيرها تؤدي معناها؟

نعم كلمة (سُمَّهى) بضم السين وتشديد الميم وألف مقصورة في الآخر.

فيقول: هذه أشد غرابة من تلك وفيها ثقل ليس مثله في كلمة (اللوح) فلنوطن أنفسنا إذن على قبول (اللوح) وصقلها بالاستعمال.

يقول الطيار إنه عاد فارتفع بطيارته إلى أقصى مناطق الهواء بحيث أصبح التنفس عسيراً عليه. فماذا نسمي الهواء ثمة؟

نسميه (الُسكاك) بضم أوله، وفسره علماء اللغة بالهواء الذي يلاقي عَنان السماء، وفسروا (العنان) بالذي يبدو لك من السماء إذا نظرتها، والذي نراه منها هو زرقتها، والزرقة أقصى طبقات الهواء أو مناطق الهواء، في بادئ النظر، فالسكاك إذن هو الذي يكون في أعلى أو أقصى طبقة في اللوح

فيحسن أن ندخل في لغة الطيران هذه الكلمات الثلاثة

(النفْنَف) هو ما بين الجبال

(الوح) هواء الفضاء بين السماء والأرض

(السكاك) هواء أعلى طبقات اللوح

ونكون أهملنا كلمة (السُمّهى) مستغنين عنها باللوح لثقالتها التي ينفر منها المتشائمون. ويطرب لها اللغويون المخصصون.

وحاصل القول أن كلمات المعاجم أدوات كأدوات المنازل:

منها الضخم الثقيل، ومنها المرهف الخفيف. فعلى الكاتب اللبق أن يستعمل كلاً في محله اللائق به. وسلام

<<  <  ج:
ص:  >  >>