للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(المجد لك)

- ٨ -

يا ابن الأرض البسيط، مصيري ونهايتي لغز

ما أشبهني بقمر الليالي، أيها السيد العالي، ينير الطرقات المظلمة، حيث تقوده يداك،

يعكس من جهة أنواراً خالدة، ومن جهة أخرى، يغمر في الظلمات القاتلة

الرجل هو نقطة مشؤومة جمعت بقدرة إلهية نهايتين

كلما تقدمت خف شقائي فأعبد دون أن أراك حكمتك البالغة

المجد لك يا من خلقتني وأبدعت أجمل الوجود

وفي هذه الأثناء، رازح تحت أثقال سلاسل الجسد، من المهد إلى اللحد تقودني الخصومة.

أسير يغمرني ظلام حالك في طريق صعبة المسالك. غير عارف أيان أحمل أثقالي، وجاهلاً أيان أحط رحالي. أردد أنشودة الطفولة التي انحدرت كمياه شلال تجتمع لتتعكر.

(المجد لك) فقد اختارني الشقاء حين قذفت على هذه الغبراء وأمسكتني يمينك، تتقاذفني

كألعوبة حية

أطعمتني مجبولاً بالدموع، خبز التعاسة وأسقيتني مزن غضبك

هتفت: (المجد لك)، ولكنك لم تنصت إلى ندائي، فأرسلت إلى الأرض نظرة حيرى،

وانتظرت في السماء يوم عدلك ولكنه قام أيها السيد العالي، ليزيد آلامي

(المجد لك)، البراءة مجرمة في ناظريك

شيء وحيد بقي لي تحت هذه السموات، مزجت بنفسك أيامنا والشجون. حياتها حياتي.

وروحها روحي، وكثمرة ما زالت ناعمة على غصنها، تأملها ناظري ترفع من حضني قبل أن تينع.

أردت أن تكون الضربة هائلة. ولكنك سددتها بهدوء، لتجعل الفؤاد مني حساساً

فكنت أقرأ في أساريرها، المتمثل فيها جلال الموت مصيري

وأرى في نظراتها، نبراس الحياة، الذي بعد عني

فكانت يد الحمام تتقاذف منها الزفرات

ولكنها أبداً، كانت تردد همسة الهيام

<<  <  ج:
ص:  >  >>