دكنسون لم يكتب إلا مقدمة الكتاب التي تناول فيها شرح الاتجاهات الحديثة في المسرح الأوربي عامة والعوامل الاجتماعية التي خلقت هذه الاتجاهات. . . وقد كتب عن المسرح الروسي الأديبان يوسف جريجور وهـ. و. ل. دانا، وعن المسرح الألماني الأديب المؤرخ يوليوس باب، وعن المسرح الفرنسي العلامة أدموندسي، وعن المسرح الإيطالي سيلفيو داميكو، وكتب عن المسرح الأسباني الأديبان ديي كاندو وجون جارن. . . وفي الكتاب فصول ممتعة عن المسرح في كل من تشكوسلوفاكيا وبولندة وبوغوسلافيا والمجر ورومانيا وبلغاريا والسويد ودنمركة. . . أما لماذا لم يعقد فصل عن المسرح الإنجليزي فذلك - في رأي المصنف - أن هذا المسرح لم يجار نهضة التجديد التي عمت المسارح الأوربية وأن المقصود من الكتاب أن يكون دراسة لمسارح القارة تنفع المسرح الإنجليزي - والكتاب جليل الفائدة فعسى أن يعني به ممثلونا أو أن ينقله أحدنا إلى العربية
أين كان يكتب تشيكوف قصصه
كان تشيكوف الأديب الروسي الكبير طبيباً ولم يكن أديبا ثم نسى الطب واحترف الأدب، فنبغ فيه ولم ينبغ في الطب، وهو في ذلك مثل ولز الذي درس الكيمياء والصيدلة فجذبته صناعة القلم وآثر أن يفرغ لها، ومثل هذا يقال عن مؤسس المسرح الجديد الأديب النرويجي العظيم إبسن الذي درس الكيمياء ثم نزع إلى الأدب وتفرغ له، ويكاد يكون زعماء الأدب في العصر الحديث من العلماء وليسوا من الأدباء
هذه ملاحظة عارضة بدت لنا خلال دراساتنا لحياة تشيكوف تلك الحياة الحافلة الأرستقراطية التي تختلف عما عرفناه من حياة زملائه وأنداده الأدباء الروس الذين ذاقوا من شظف العيش وهوان الأيام ما جعل آدابهم عصارة من البؤس وترجماناً للبائسين وأروع ما يلفت النظر من حياة تشيكوف هذا المنزل الريفي - أو الكوخ الهادئ المكون من غرفتين اثنتين - والمنعزل عن قرية فيسكينو - التي كان منزله الفخم بالقرب منها. . . لقد بنى تشيكوف هذا الكوخ وسط حديقة من أشجار التفاح لتكون مهبط وحيه، ومرتع خياله الخصب، الذي أنتج للعالم تلك الثروة الهائلة من القصص والدرامات