للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قذفتك صحراءُ الزنى بحضارة ... ثكلى مشوهة الوجوه مفجعه

بؤرٌ مسترة الفساد بخدعة ... نكراَء بالخز الشهي مرقعه

ويغير الشاعر في القصيدة نفسها الوزن والقافية مخاطباً هذه المدنية:

أسليلة الفحشاء نارك في دمي ... فتضرمي ما شئت أن تنضرمي

أنا لست أخشى من جهنم جذوة ... ما دام جسمي يا سدوم جهنمي

طوفت بي ميتاً بأروقة اللظى ... فحملت تابوتي وسرت بمأتمي

وعصبتُ بالشبق المجمَّر جبهتي ... فرفعتها في عصري المتهكمِ

علمتني لغةَ النبوة عندما ... فجَّرت ألغام السموم بمنجمي

مهلاً كلانا يا سدومُ مسلحٌ ... فلظاك في جسمي وثأري في فمي

الشهوة الحمراء

أنا اتحدنا ليوم واحد وغدا ... يأتي فيخلفني قوم بحبهم

سيعشقونك يوماً يغنمون به ... ما غدرت منك ساعاتي لليلهم

وسوف تنسين (يا أخت الدما) فمهم ... كما نسيتِ على رَغم الدماء فمي

عشرون قلبا شربت الحب من دمها ... وما شبعت ولم يشبعك شربُ دمي

إذن فسوف تظلُّ النفس جائعةَ ... حتى يجف دم في غفلها النهم

حديث في الكوخ

أيها الفجر يا حبيب الشقيين ... ويا مشعل الهوى والشباب

أيها الكوخ والعيون سكارى ... بخمور لم تمتزج بعذاب

لا تجسي قلبي فلم يبق فيه ... من بناء الماضي سوى أخشاب

وانصرفنا وقبل أن أتواري ... عن جمال الشاطئ وعن ساكنيه

قلت للمرأة التي آلمتني ... حين قالت الله ما يُشقيه

لي قلب أفرغته فاتركيه ... في الهوى فارغاً ولا تملإيه

الطرح

وهي آخر قصائد الديوان

<<  <  ج:
ص:  >  >>