للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

رسالة، ولكن أين رسالة الفرقة القومية غير المكتوبة على الورق؟ أين رسالة مديرها وهل ظهرت براعيمها أو نبتت قرونها بعد؟

بدأت الفرقة أعمالها بلهيب حزمة القش خبا وهجها، وبردت حرارتها، وبقي من رمادها لموسمها الرابع ثلاث روايات، اثنتان معربتان وواحدة مقتبسة! ومن يدري فقد نحمد في العام القادم للفرقة القومية عملها المريض في هذا العام لأنها قد تمن علينا بإعادة تمثيل روايات مثلتها في عامها الأول، أو يطيب لها أن تتبنى الروايات التي مثلتها الفرق الأهلية كما تبنت في هذا العام رواية (مجنون ليلى) وتهمل الروايات الجديدة الموضوعة كما أهملت الكثير من الروايات التي دفعت أثمانها لمؤلفيها وقبرتها في مدافن الفرقة لعدم صلاحها فنياً أو إسكاناً لمؤلفيها الأفاضل

كل شيء ممكن الوقوع، وكل فرض في هذه الفرقة جائز، والذي يهمنا هو معرفة تشخيص العلة ثم العمل على مداواتها؛ ولذلك نسأل أين علة الفساد، أين عوامل الانحطاط؟

أهي الجهل بأصول الفن أم الغربة عن روح المسرح؟

أهي في الأمة التي لا تتذوق الآداب والفنون الرفيعة؟

أهي مرض الصحافة التي أفسدتها الفرقة بمال الإعلانات فصدت أقلام الأدباء والنقاد عن خط كلمة في غير امتداح مدير الفرقة والثناء عليه

أهي في المؤلفين الذي انصرفوا عن الفرقة أو انكمشوا وتباعدوا عنها ضناً منهم بكرامتهم الأدبية أن تكون عرضة لممثلين أعلمهم أجهل من كرّ - مع استثناء واحد أو اثنين منهم - لهم الكلمة الأولى والأخيرة في الحكم على صلاح الرواية للتمثيل أو عدم صلاحها؟

أهي في الأدباء الذين انصرفوا عن الفرقة لأنهم لا موائد لديهم كموائد هذا البربري وذاك الحبشي طافحة بكل ما يطيب للعين والفم؟

أم هي الأطماع بربح المال وجمعه من إعادة تمثيل روايات الفاكهة المحرمة، والحب والدسيسة، والمرأة المسترجلة الرائجة لفكاهتها وفهاهتها، وادخار هذا المال لبناء مسرح خاص من مال الفرقة القومية الخاص، لا من مال الأمة، كأن مسألة الفرقة مسألة تجارية أو عزبة زراعية طاب لناظرها الأمين أن يظهر لسيده ومولاه مقدار ما أدخر من ربح مدة نظارته؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>