فهل يكون عجيباً - وهذا حالي - أن أفرح بالقاهرة في العيد؟
أنا في عيد أيها الناس، فدعوني ألهو وألعب يوماً أو يومين!
هذا هو العيد، وتلك هي القاهرة
فاعذروني إن جننت وفتنت بالقاهرة في يوم عيد
لن أذهب إلى نادي المعارف في بغداد لأسأل عن رؤية الهلال، ولن أقضي مساء الشك بمنزلي في شارع الرشيد
وما الموجب لذلك؟ لقد صمنا رمضان ثلاثين يوماً ولم يبق إلا أن نواجه الباسمين والباسمات في شارع فؤاد
إي والله، هذا شارع فؤاد في ليلة عيد!
وهل ينتظر شارع فؤاد ليلة العيد؟
وهل رأى الناس في مشرق أو مغرب شارعاً مثل هذا الشارع في الحيوية والابتهاج والانشراح؟
إن شارع فؤاد لا ينتظر ليلة العيد، فجميع أيامه ولياليه مواسم وأعياد
وما ظن القارئ بشارع يشهد بأن القاهرة أجمل بقعة في الأرض وأنها طليعة الفردوس؟
ما ظن القارئ بشارع يتموَّج فيه الحُسن ويصطخب فيه الفُتُون؟
ما ظن القارئ بشارع يراه أصحاب الأذواق من المعارض الدولية للصباحة والملاحة والجمال؟
ما ظن القارئ بشارع هو الشاهد على أن القاهرة أصبحت أعظم مرجع من مراجع الشعر والخيال؟
وما عسى أن أقول في شارع كان ولا يزال أعظم مصدر من مصادر الوحي لشعراء وادي النيل؟
نحن في شارع فؤاد، وهذا مشربٌ كُتِب على بابه بأحرف من النور الوهاج:
رمضان ولَّى هاتها يا ساقي ... مشتاقةً تسعى إلى مشتاق
رمضانُ ولَّى؟ رمضانُ ولَّى؟
وهو كذلك!