هل أستطيع أن أقول إن حي الأزهر صار قطعة من القاهرة تشتبك فيه نوازع الرشد والغي، والهدى والضلال؟
أنا أعرف أن الأماكن التي تصطبغ بالصيغة الدينية تنتفع من الاتسام بسمة الدين. ولكني أنكر أن يصل الجشع ببعض الناس إلى الوقوع في مهالك الانتفاع.
يجيء جماعة من جاوة أو من الهند أو من الصين للاستصباح بنور الأزهر الشريف فيحيط بهم ناس لا يؤذيهم أن يستغلوا سمعة الأزهر أسوأ استغلال
ولو كان هؤلاء المستغلون تجاراً لخف الأمر وهان. ولكنهم يتصلون بناس لهم في المعاهد الدينية مكان، ولهم مع رجال الدين صلات.
فهل يعرف هؤلاء الغافلون خطر ما يجنون على الأدب والوطنية حين يستبيحون (استغفال) بعض الوافدين على الأزهر من أهل جاوة والهند والصين؟
إن من حق الحي الأزهري أن ينتفع من صفته الدينية. ولكن من واجبه أن يراعي أصول الأدب والذوق فلا يفارقه زائر إلا وهو معمور القلب بأطيب الذكريات، فمن العيب أن نشوه سمعة الأزهر وسمعة مصر لنحصل على منافع خسيسة لا ينصب لها ميزان.
وقد آن لشيخ الأزهر أن يعرف أنه مسئول عن كرامة ذلك الحي، آن له أن يفكر في تنظيم هيئة خالية من المطامع تشرف على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في الحي الأزهري، فأن لم يفعل فسيجني عواقب الإهمال بعد حين.
أيتها القاهرة
ماذا تُظهرينَ وماذا تُضمرين؟
اكشفي القناع قبل أن يمزقه القلم أقبح تمزيق
مضت ليلة العيد وجاء يوم العيد
الدنيا تموج بالمحاسن والمفاتن في كل أرجاء القاهرة، وكل مكان في القاهرة مباح إلا الحدائق
ولماذا؟ لأن النعيم بحدائق القاهرة مقصور على أطفال الملاجئ في يوم العيد