رجعها إلى لفظ ولا إلى معنى، فرب لفظين مترافدين أحدهما يقيم البيت، وثانيهما ينقضه من أساسه، ورب معنى واحد في بيتين؛ أحدهما يثير الإعجاب، والثاني يثير السخرية والاستهزاء
أيها القارئ، إذا تلاءم الشعر وذوقك فخذه، وإلا فدعه، فأن قبح الأول لك مقبح، أو حسن الثاني لك محسن، فاهزأ بقوله، واضحك منه ملء شدقيك، ثم استفت قلبك
إنني أومن بالذوق، ولكنني بجانب ذلك لا أجحد أن الأذواق تختلف، وأن منها الفاسد الذي لا يصلح للحكم، بيد أن الذوق على ما به من هنات لا يزال في نظري أصلح المعايير التي يقاس بها الشعر، فينبغي أن نعول عليه، وعليه وحده، حتى نهتدي إلى مقياس محسوس تقاس به المعنويات، كما تقاس الحبوب بالقدح والصاع، والأطوال بالباع والذراع