للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من فضلك، أيهما أكثر عدداً ٢ + ٢ أو٢ ٢؟ قلت: لعلي لا أعرف ذلك، فلنسأل باقي التلاميذ، فقال: لا، هذه بتلك. فضحكت وسررت من جرأة البدوي النجيب، ولمست سمات الانتصار على محيا زملائه

وهل يرضى البدوي بالهزيمة ولو كان في ذلك حتفه؟!

هنا أريد أن أوجه نظر القارئ الكريم إلى أن مشروع اختبار الذكاء أو غيره من الحركات الحديثة في التربية، ليست مقصورة على عقل واحد أو جماعة واحدة، وليست من اختصاص أمة دون أخرى

إن لكل أمة مقاييسها، ولو لم يكن لدى هؤلاء البدو مقاييس ذكاء خاصة يعرفونها ويفهمونها فيما بينهم لما عاملني هذا البدوي وزملاؤه من نوع عملي وجعلوها (دقة بدقة)

(ب) كان ثاني درس رأيته درس جغرافيا. دخلت الفصل وحييت التلاميذ، وكانوا أكبر سناً من الفرقة التي رأيتها

وجدت خريطة كبيرة للقطر المصري معلقة على السبورة، وبدأ الأستاذ يناقش تلاميذه في معلوماتهم عن بلادي، فكان حسن ذوق ومجاملة لطيفة، وانتهزت الفرصة وقلت: ربما لم يسبق لكم يا تلاميذ رؤية مصرية قبلي؟! فقالوا: لا، ونحن سعداء برؤيتك. فشكرتهم، وقلت: أو كنتم تتخيلون المرأة المصرية كما رأيتم الآن؟ قالوا: لا، كنا ننتظر رؤيتها في ثياب سوداء، فإن من العيب أن تلبس المرأة الثياب الملونة، ولا سيما ما كان منها أبيض. قلت: لماذا؟ فقالوا: إن اللون الأبيض من سمات الرجل، أما المرأة فلها الثياب السود. (لم أستطع الوصول إلى التعليل المنطقي منهم لهذا التخصيص، ولعلها مجرد عادة نشأت من الاقتصاد في الغسيل لقلة الماء والصابون في الصحراء)

قلت: وهل تريدون أن تسألوني شيئاً عن مصر؟ قالوا بشوق: نعم. كيف حال فاروق الملك الشاب؟ وهل هو تقي؟ وهل هو يشبه سيدنا غازي الأول؟ وهل فرح بالزفاف الملكي؟ (قد وصلتهم أخبار الزفاف كلها وسمعوا حفلاته بالمذياع ملك شيخهم)

أجبتهم عن كل أسئلتهم، وقد أصغوا إليها في شوق زائد وسرور وغبطة

(ج) زرت التلاميذ في أثناء درس في اللغة العربية، وكان مطالعة مع شرح بعض المعاني والإعراب. فسألت تلميذاً أن يُعرب (جلس التلاميذ بنظام) وحقا كانوا قد فعلوا ذلك وأردت

<<  <  ج:
ص:  >  >>