للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مندوب السوديت، في ١٧ أغسطس (آب)، عدم قبولهم النظام الجديد الذي وضعته الحكومة لتحسين حالة الأقليات. وأبلغوا اللورد رنسيمان بأنهم لا يرون فائدة من مواصلة المفاوضات مع الحكومة.

اهتم اللورد رنسيمان للموضوع، وبذل جهودا في إقناع مندوبي السوديت بضرورة العدول عن رأيهم هذا، فطلب وفد السوديت مواصلة المفاوضات مع الوزارة فقط، مفاوضة الند للند في جلسات لا يحضرها مندوبو الأحزاب البرلمانية. فقبلت الحكومة طلب السوديت، بعد تدخل الدكتور رئيس الجمهورية التشيكوسلوفاكية واللورد رنسيمان في الموضوع على أثر ذلك وافق مندوبو السوديت على مواصلة المفاوضات مع الوزارة ولكنهم أصروا على رفض الاقتراحات التي عرضت عليهم.

عمدت الحكومة إلى منح السوديت الألمان امتيازات جديدة كتعيين عدد كبير من رجالهم في وظائف كبيرة مختلفة. غير أن حزب السوديت قابل هذه الامتيازات بالاستخفاف والامتعاض. وللوصول إلى اتفاق حاولت الوزارة التشيكوسلوفاكية في ٢٥ أغسطس (آب) إيجاد قاعدة جديدة للمفاوضات، غير أنه ظهر في اليوم التالي أن الأزمة التشيكوسلوفاكية بلغت حد الخطر، إذ شقة الخلاف واسعة بين الطرفين يتعذر سدها، لوقوف حزب السوديت موقف المتصلب والمتشبث بمطالبه كاملة غير منقوصة. وكانت ألمانيا تشجعه على هذا الموقف وتحثه على عدم التساهل. وأخذت الصحف الألمانية حينئذ تحمل حملة شعواء على تشيكوسلوفاكيا من أجل حوادث تافهة لا قيمة لها ولا أهمية. وكان ذلك دليلاً على أن ألمانيا لا تريد حل مسالة السوديت بمفاوضات حرة

وبسبب خطورة الحالة الدولية ضاعف اللورد رنسيمان نشاطه بإيعاز من لندن، وبذل جهوداً لمتابعة المفاوضات، فاجتمع في ٢٨ أغسطس (آب) بالهر هنلاين، وقصد مساء ٢٩ أغسطس (آب) قصر الرياسة وقابل المسيو بنيش ومهد الاجتماع الهر هنلاين بالرئيس وشاع حينئذ أن ذلك الاجتماع يأخذ مكانه بعد ظهر ٣٠ أغسطس (آب). غير أن هذا الاجتماع لم يتم، وبدلاً منه اجتمع الرئيس بنيش بالدكتورين كورندت وسبدوسكي من زعماء السوديت. وعرض عليهما اقتراحات جديدة للحكومة التي وضعت على أساس تقسيم البلاد إلى مناطق ذات حكومات مستقلة لها سلطات واسعة على مثال سويسرا. وقد أكدت

<<  <  ج:
ص:  >  >>