للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سبتمبر (أيلول) ودارت محادثة سوي على أثرها حادث مهريش استراو وانتهت بالاتفاق على استئناف المفاوضات

وبينما كانت حكومة براغ جادة في حل المشكلة التشيكوسلوفاكية بالاتفاق مع السوديت الألمان بمنحهم مطالب زعيمهم الثمانية، فاجأت جريدة التيمس، المعروفة بعلاقتها الوثيقة مع حكومة لندن، العالم في ٧ سبتمبر (أيلول) مقترحة في مقال رئيسي، حل المشكلة التشيكوسلوفاكية عن طريق فصل الأقاليم السوديتية وضمها إلى ألمانيا. ومصرحة ((بأن إرادة الأهالي الذين يعنيهم الأمر ستكون عاملا له أهمية فاصلة في أية تسوية يرضى أن تكون دائمة) وهذا الحل غاية ما يصبو إليه السوديت الألمان، وما يرمي إليه الهر هتلر. غير أن السوديت الألمان لم يجرءوا حتى ذلك التاريخ على طالبه، ولم يأملوا تحقيقه

وبينما كانت المفاوضات تسير في براغ بصعوبة ومشقة، ومن غير أن توصل إلى نتيجة إيجابية، قرب يوم الاثنين الموافق ١٢سبتمبر (أيلول) وهو تاريخ إلقاء الهر هتلر خطابه التاريخي، الذي كان ينتظره الناس في جهات الدنيا الأربع. فأحالوا نظرهم عن تشيكوسلوفاكيا، واتجهوا نحو نورمبرغ، حيث أنتقل إليها مركز النظر في المشكلة التشيكوسلوفاكية، وحيث يلقي زعيم ألمانيا كلمته الخطيرة

كان خطاب الهر هتلر شديد اللهجة عنيفاً، ولم يكن في الإمكان في أحوال دولية عصيبة كأحوال شهر سبتمبر (أيلول) الفائت، أن يلقي زعيم ألمانيا خطبة أشد لهجة من الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر نورمبرك وكان (ضربة أصابت أساس سياسة التوفيق التي سار عليها المستر نيفل تشمبرلين)، كما قالت النيويورك تايمس في ١٣سبتمبر

فقد حمل فيه على الحكومات الديمقراطية حملة شعواء، ملؤها السخرية والازدراء، وهاجم حكومة براغ هجوماً عنيفاً بعبارات ملؤها الإهانة والتحقير. ومما قاله بصدد المشكلة التشيكوسلوفاكية:

(. . . إني أعلن أن هذه المخلوقات المضطهدة (أي السوديت الألمان) إذا لم تحصل على حقها وعلى المساعدة التي تستطيع المطالبة بها فإنها ستنال هذا الحق وهذه المساعدة منا. . لقد سبق لي أن أعلنت أني لا أتحمل بعد الآن أن يظل هؤلاء الملايين الثلاثة مضطهدين، وأرجو من رجال سياسة الدول الأجنبية أن يعلموا أن هذا ليس كلاماً بلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>