للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

معنى). وبعد أن ذكر الفوهور أن ألمانيا ضحت كثيراً في سبيل السلم قال (إن الشعب الألماني ليس مستعداً لأن يقبل آلام ثلاثة ملايين ونصف مليون أو يشترك في تحملها. أني أستطيع أن أؤكد لساسة لندن وباريس أننا عازمون على الدفاع عن مصالحنا في جميع الظروف. وأني أفضل أن أتحمل الضيق والخطر والاضطهاد على أن أعدل عن تحقيق هذا الواجب)

وبعد أن أبان الأعمال التي قام بها منذ ٢٨ مايو (مايس) الأخير لتعزيز قوى ألمانيا الحربية قال: (لقد بذلت هذا الجهد لأضمن السلم، ولست على استعداد لأن أشاهد اضطهاد الشعب الألماني في تشيكوسلوفاكيا بهدوء لا حد له. إنهم يريدون الشروع في مفاوضات وتسويف الأمور ولكن ذلك لا يمكن أن يدوم)

(إن ما يريده الألمان هو حق تقرير مصيرهم بأنفسهم، وهذا ما يتمتع به كل شعب بدون شك. إني أريد أن ينتهي اضطهاد ثلاثة ملايين ونصف مليون من الألمان في تشيكوسلوفاكيا، فان المسألة مسألة مواطنين ألمان، ولا أرغب في أن تنشأ على الحدود الألمانية فلسطين أخرى، فألمان تشيكوسلوفاكيا لن يظلوا بدون دفاع ولن يتركوا لأنفسهم. . .)

وقد ختم الهر هتلر خطبته بقوله: (إننا لن نذعن بعد الآن لإرادة أجنبية، وإنني أقسم على ذلك وليساعدني الله)

أصر الهر هتلر في خطابه على وجوب إعطاء السوديت الألمان (حق تقرير مصيرهم) ولم يطلب صراحة فصلهم عن حكومة براغ وضمهم إلى ألمانيا، لعلمه حق العلم بأن الألمان السوديت إذا أعطوا حق تقرير مصيرهم يقررون الانضمام إلى الريخ الألماني، وليظهر للعالم بأن ألمانيا لا تريد التوسع في أوربا وإنما البلاد المأهولة بالألمان، خارج حدود الريخ، تريد الانضمام إليه

كان لخطاب الهر هتلر تأثير عظيم على نفسية الألمان السوديت وأنتج تغييرا أساسيا في مطالبهم القومية، إذ أعلنوا أن مطالبهم الثمانية المعلنة في كارلسباد لم تعد أساسا صالحا للمفاوضات. وطافت جموعهم في الشوارع طالبة الاستفتاء، وقامت مظاهرات نادى القائمون بها بالانضمام إلى ألمانيا، هاتفين: (شعب واحد ريخ واحد، زعيم واحد).

<<  <  ج:
ص:  >  >>