وكانت شركة الجامعة تعمل عملها لإصدار كتاب في الأدب التوجيهي حين جاءها النبأ بصدد كتاب المفتش الأول وزملائه، فسعى ساعيها إلى وزارة المعارف يستعديها على (شركة مكتب التفتيش). وفي اليوم التالي كان كتاب سري من وزارة المعارف على مكاتب نظار المدارس جميعاً يمنعهم استعمال كتاب المفتش الأول ويتوعدهم بأقصى العقاب!
واحتج التلاميذ، واحتج المعلمون؛ وحق لهم أن يحتجوا ما داموا لا يجدون أمامهم كتاباً في منهج الأدب التوجيهي غير الكتاب الذي يحمل اسم المفتش الأول. ولكن شركة الجامعة التي تحرص على الغلبة في هذا التنافس العجيب قد التمست لذلك وسيلة قريبة، فأشارت بأن يوزع كل ما طبع من كتابها على التلاميذ قبل تمامه ملزمة ملزمة، وحسب المطبعة أن تسبق التلاميذ بدرس واحد ما دام هذا يحقق الغاية ويفوت على شركة مكتب التفتيش حق الانتفاع بالكتاب الذي ظنت بإصداره أنها ستستأثر بالسوق. .
هذان مثلان حسبنا أن نذكرهما باختصار وبلا تعليق؛ ولا نظن الفضوليين بعد ذلك يلحون في السؤال: لماذا تتغير مناهج التعليم بين عام وعام قبل أن تظهر ثمرة التجربة في منهج من هذه المناهج؟ فعل لهم في هذين المثالين جواباً لما يسألون!
(م. أ)
اللغة العربية في مدارس إيطاليا
أبدت الحكومة الإيطالية أخيراً رغبتها في إدخال اللغة العربية بين برامج التدريس في معاهدها بإيطاليا، فاتصلت ببعض الجهات الرسمية في مصر وطلبت إليها إمدادها بالمدرسين الفنيين وموافاتها بالمنهج الذي تقترحه. وقد أيدت هذه الجهات رغبتها في إجابة هذا الطلب، غير أنها ترى إرجاء ذلك إلى العام المقبل، نظرا إلى ابتداء العام الدراسي الحالي في مصر
ويؤخذ من البيانات الخاصة بهذا الموضوع أن الحكومة الإيطالية شرعت في تدريس اللغة العربية في مدارسها تحت إشراف بعض المستشرقين الإيطاليين. وقد طلبت إلى الحكومة المصرية، في الوقت نفسه، تقوية التعاون الثقافي بين البلدين واقترحت لذلك أن توفد أستاذا