ليقوم بتدريس اللغة الإيطالية في كلية الآداب المصرية على أن يتقاضى مرتبه من حكومة بلاده، غير أن جامعة فؤاد الأول أبدت للحكومة الإيطالية شكرها على ذلك، معتذرة من عدم إمكانها إجابة هذه الرغبة، في الوقت الحاضر، لأن اللغة الإيطالية غير مقررة في مناهج الدراسة بكلية الآداب، ولأن أمر تقرير دراستها يرجع إلى مجلس الكلية والجامعة. ثم ذكرت أنها ستعرض الموضوع على هذين المجلسين لاتخاذ قرار فيه.
الثقافة في خدمة السياسة
نشرت الصحف خبراً قد يبدو بريئاً في مظهره، ولكنه يحمل بين سطوره نتائج سياسية خطيرة. ذاك هو الخبر الخاص بالجهود التي أخذت تبذلها إيطاليا في سبيل توثيق العلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا خصوصاً في ميدان التعليم. . . وبديهي أننا نتمنى مخلصين إيجاد تعاون فكري وثيق بين جميع بلاد العالم. فمثل هذا العمل إذا تم بين الأمم، سيساعد بلا شك على إزالة أسباب الخلاف وسوء التفاهم التي أحدثت وهناً ظاهرا في الروابط التي تربط بلاد العالم بعضها ببعض. ولكن فيما يختص بايطاليا، لا يسعنا إلا أن نحترس ونتحفظ. ومما يبرر موقف التحفظ الذي نقفه أن كل ما يحدث في إيطاليا من الأمور خاضع للسياسة، حتى العلم والأدب. والمعروف أن السياسة الإيطالية ترمي إلى غزو الشرق وإعادة الإمبراطورية الرومانية، بعد إخضاع الشعوب الشرقية واستعبادها. وما اقتراح إيطاليا إرسال مدرسين لتعليم اللغة الإيطالية في المدارس المصرية على حسابها الخاص، إلا مظهر من مظاهر هذه السياسة ووسيلة من شتى الوسائل التي تستخدمها الدعاية الإيطالية لتمهيد الطريق أمام السياسة الفاشية.
لقد ازدادت الأمور تحرجاً منذ قررت الحكومة الإيطالية تحويل لوبيا إلى ولاية إيطالية بحتة، وطرد أهلها العرب إلى قفار الصحراء، ليحل محلهم خمسة ملايين من الإيطاليين. وما هذه الاقتراحات الإيطالية الخاصة بالثقافة. إلا وسيلة لتخفيف وطأة الأثر السيئ الذي أحدثته في نفوسنا مطامع إيطاليا في الشرق
مبادلات ثقافية! فليكن. ولكننا لا نسمح بحال أن تكون تلك المبادلات الثقافية شركاً للمطامع السياسية