إبرازها على المسرح بعد إدخال بعض محسنات زخرفية عليها
بالإنشاد، وإظهار جهود الفرقة بالإخراج البديع والأضواء المتناسقة، قد
أفاء على الرواية ظلا فنياً بارعاً لا أحسبه خالصاً لوجه الفن والأدب؛
وأكاد أسمع وسوسة شيطاني تقرر أسباباً نفسية خاصة بحضرة المدير
وهي:
أولاً: الإفلاس الأدبي. وثانياً: الكسل العبقري. وثالثاً: حب الوقوع تحت تأثير أدبي ومعنوي إرضاء لطبيعة الشعراء في الوحي والإلهام؟!
ولما كان تبيان ذلك قد يستغرق منا صفحة قد يكون في كتابتها الآن ما يقطع سلسة الكلام عن إظهار علل انحطاط الفرقة وتدهورها، فإنا نرجئ هذا الإيضاح إلى ما بعد. أما الآن فلا ينبغي أن يفوتنا أن نهنئ الممثل أحمد علام الذي استطاع بلباقة وكياسة أن يبعث هذه الرواية من مرقدها، وأن يجيد إجادة موفقة تقمص روح المجنون إلى حد حسبناه قد مسَّه طيفُ جنةٍ مثله، كما نمتدح اقتدار الممثل الألمعي عباس فارس على إيفاء كل دور يمثله حقه الأكمل، وأن نطمئن حضرة مدير الفرقة بأن رواية المجنون خير رواية تدر الجنيهات لا القروش تترع خزانة الفرقة وتغمرها بالربح
حصرت، في مقال سابق، علة انحطاط الفرقة وتدهورها في مديرها الفاضل نفسه لاعتقاده أن ليس في الأمة المصرية من هو أصلح منه لادارتها، واستنتجت من هذا الزعم أن لا وسيلة في صلاح يرجى من رجل محدود العقيدة، وتعمدت تجاهل علة مستوطنة مستعصية في لجنة القراءة إلى حين. وهأنذا أقول إن علة هذه اللجنة هي من ذات نوع علة المدير، أو هي جرثومة واحدة تقسمها قسمة عادلة خمسة أشياخ اكليريكيين ذهناً وعقلا، لم يدخل (بعضهمْ) مسرحاً ولم ير تمثيلا أو داراً للسينما إلا في القليل النادر
أردت استطلاع آراء هؤلاء السادة الإجلاء واحداً بعد واحد فأجاب الأول على سؤالي قائلاً ما نصه:(مهمة اللجنة تنحصر في قراءة الروايات التي تقدمها الفرقة، وإصدار الحكم عليها إما بالقبول كما هي، وأما بالقبول بعد التعديل، وإما بالرفض)
قلت: هل تنظرون إلى الرواية إذا كانت مستكملة الخصائص الفنية المعروفة أم تستمعون