للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(الحدائق الغنّ) ونستخف عبارة (الحدائق الغناء)

وإذا قال التلميذ (خَطوة) بالفتح فلا توجب عليه أن ينطقها بالضم، لأن الفتح لغيَّة وهو اليوم أسهل وأفصح

وإذا سكن التلميذ بعض أواخر الكلمات فلا تفرض عليه أن يراعي التحريك في كل وقت، إلا إذا كان يهمك أن تختبره في الإعراب، لأن من المستبعد جداً أن يكون العرب التزموا الإعراب في جميع المواطن، وهم قد نصوا على أنه يجوز نصب الفاعل ورفع المفعول عند أمن اللبس، ومعنى ذلك أن الإعراب لا يطلب إلا لتحديد المعاني.

وأغلبُ الظن أن العرب لم يلتزموا الإعراب إلا في موطنين اثنين: الشعر والقرآن.

وإنما التزموا الإعراب في الشعر لمراعاة الوزن، والتزموه في القرآن لأن القرآن نظم نظماً غنائياً فهو في أغلب أحواله كلام موزون روعي في وزنه أن يصلح للترنم والترتيل

واتفقنا على أن اللغة العربية ليست بدعاً بين اللغات، فالتعبير بها يختلف باختلاف أقدار المخاطبين؛ والمدرس الحق هو الذي يفرق بين ما يعبر به وهو يلقي درساً في مدرسة أولية، وما يعبر به وهو يلقي درساً في مدرسة ثانوية؛ والمدرس الغافل هو الذي يتكلم بطريقة واحدة في جميع الفصول

واتفقنا على أن أساليب التعليم لا يجب أن تكون واحدة في جميع المدارس، وإنما يجب أن نراعي مقتضيات الأحوال فنسلك في المدارس الأجنبية غير ما نسلك في المدارس المصرية

وأصول التربية نفسها توجب ذلك. إنها توجب أن تخاطب كل تلميذ بأسلوب خاص بعد أن تدرس نفسه حق الدرس، لأن الناس يختلفون في العقول كما يختلفون في الوجوه. وهذا لا يمنع من أن تكون هناك سياسة عامة يعامل بها جميع التلاميذ

واتفقنا على أن مدرس اللغة العربية يحق له أن يكون أقرب الأساتذة إلى قلوب الطلاب، لأن عنده فرصاً لا تتاح لسواه، إذ كان يقدر بلباقته أن بجد في دروس المطالعة والمحفوظات والأدب مجالاً لمحادثة الطلبة في معان كثيرة تتصل بالعقل والقلب والوجدان

ومدرس اللغة العربية يستطيع إذا كان من أصحاب المواهب أن يضع في صدور تلاميذه بذور الشوق إلى المشاركة الجدية في الحياة الأدبية والفنية والاجتماعية. وفي مقدوره إن

<<  <  ج:
ص:  >  >>