أما بعد فهذه صورة لساعة لطيفة قضيتها مع الأستاذ رخا بك. فان أعجبته هذه الصورة فذلك ما أرجوه، وإن رآني أذعت ما لا ينبغي أن يذاع فليعرف أن هذا مذهبي، وعليه أن يعقل لسانه حين يراني
يا مصر
إنك تستعدين لأخطار عظيمة في بناء الجيل الجديد، فاعرفي ما تأخذين وما تدعين، واحذري أن يعتقد أبناؤك الأوفياء، أنهم لا يلقون منك حسن الجزاء
وأنتم أيها المدرسون
ثقوا بأن واجبكم الأول هو التغلب على المصاعب، المصاعب التي تواجهكم في الحياة المعاشية والحياة المدرسية، واعرفوا أن الاخلاص للواجب هو الكفيل بأن يرفع عن كواهلكم أثقال العيش وأعباء التعليم
إن التدريس مهنة لا يعرف فيها الراحة إلا من يتعب نفسه في تأدية الواجب، ولا يشقى في هذه المهنة إلا من يؤديها بتهاون واستخفاف
إن العناية التي تبذلونها في إلقاء الدروس تعدي تلاميذكم بالجد والنشاط، وتروضهم على النظام، وتغريهم بحب التفهم لما يسمعون وما يقرءون
وأنتم القدوة الصحيحة للتلاميذ، فاحذروا أن تعدوهم بالضجر واليأس. وتذكروا دائماً أن المدرس المنشرح الصدر، المبتهج النفس، هو وحده الذي يقدر على جعل المدرسة أحب إلى التلميذ من كل مكان
إن في الدنيا متاعب كثيرة تنتظر رجال الغد من تلاميذكم، فأعطوهم من ذخائر الأمل والبهجة ما يدفعون به متاعب الحياة في الأيام المقبلات. والله بالتوفيق كفيل.