جنازة زوجها ودفنه. وتحسنت الأحوال بعد موت هذا الزوج. فقد كانت تخشى أن تترك أبنها المعتوه في البيت لئلا يعبث بالكبريت. أما الآن فقد اصبح في وسعها أن تودعه مصحة للأمراض العقلية، ولم يبق معها بعد ذلك إلا القليل من النقود ومع هذا فقد استشعرت الراحة والاطمئنان لقد كانت مدفونة تحت أطلال حياتها التعسة وأحست اليوم إنها تستنشق الهواء، وهجرت مهنتها الأولى كغسالة. ومع ذلك فقد ساق إليها حظها الجديد رجلا يستأجر غرفة في بيتها وهو انتون بوش الأعزب الذي كان يبيع المثلجات في الشارع وكانت دريجالسكي ترى فيه رجلا ظريفا، وحسدها الجيران لنجاحها في فن السينما، واعتزت بنفسها إذ أدركت منهم ذلك الحسد. وكان الهر بوش يدفع لها اثني عشر ماركا في الشهر ويدفع نصف أجرة الغاز وكان كريما شديد الإخلاص، لها وقد ابتاع لها فستانا من الحرير الأزرق وكانت تطهي له الطعام بنفسها وتقدم له شطائر ليتناول منها طعامه في جولاته. وانك لتدرك من ذلك أن غذاءها هي نفسها قد تحسن كثيرا وزالت التجاعيد عن وجهها شيئا فشيئا وقد بلغت الآن قمة النجاح واصبح اسم دريجالسكي اسما يردده المخرجون!