للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المقاطعات التي كان يجب إجراء الاستفتاء فيها.

٣ - تأليف لجنة دولية، تكون تشكوسلوفاكيا أحد أعضائها، لتعيين الحدود التشيكية الجديدة والأشراف على تبادل السكان.

٤ - تعهد حكومة بريطانيا بالاشتراك بضمان دولي للحدود التشيكية الجديدة بدلا من معاهدات الدفاع الحالية.

وافقت الوزارة البريطانية بالإجماع على هذا المشروع، أما في فرنسا فاعترض عليه أربعة من الوزراء. وفي ٢٠ سبتمبر (أيلول) أرسلت حكومة براغ ردها على مشروع لندن إلى الحكومة البريطانية، أبانت فيه الأسباب التي تدعوها إلى عدم قبول التنازل عن الأرض السوديتية. وأشارت إلى أنها لا يمكنها فقط قبول الاقتراحات الإنكليزية الفرنسية التي وضعت دون موافقتها، وطلبت أن يكون الخلاف بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا موضع التحكيم، وفقا لمعاهدة عام ١٩٢٦ المعقودة بين هذين البلدين، وأن تعيد حكومتا لندن وباريس النظر في المسألة؛ غير أن سفيري بريطانيا وفرنسا زار الرئيس بنيش في الساعة الواحدة والربع من صباح ٢١ سبتمبر (أيلول) وألحا عليه بضرورة قبول مشروع لندن، وقد أفهماه أن الحالة في بريطانيا لا تمكنها من دخول حرب دفاعاً عن تشيكوسلوفاكيا، وبالتالي فان الحكومة الفرنسية لا تستطيع نجدة حليفتها. فقضت حكومة براغ ما بقي من الليل في درس الحالة. وفي الصباح أصدرت بياناً ذكرت فيه الأسباب التي اضطرتها إلى قبول مشروع لندن. ومما جاء فيه، أنه (لم يسع رئيس الجمهورية والحكومة إلا قبول اقتراحات الدولة الكبرى لأننا وجدنا أنفسنا بلا معين).

على أثر ذلك اضطرب الرأي العام في تشيكوسلوفاكيا، وقامت في البلاد مظاهرات وطنية، واحتشدت الجماهير أمام قصر الرياسة صارخة (فليحي سيروفي، وليحي الجيش). فأطل الجنرال سيروفي مفتش الجيش العام من شرفة قصر الرياسة وألقى خطاباً قال فيه: (إنكم لا تعلمون الأسباب التي حملت الحكومة على اتخاذ القرارات الأخيرة. إني أحب الجمهورية بقدر ما تحبونها. إننا لا نستطيع أن ندفع بالشعب إلى الانتحار). فأجابت الجماهير (إننا نفصل الانتحار ولا نريد أن يمس شرفنا. نريد الكفاح). . . وكانت النساء على الأرصفة يشهقن بالبكاء، والدموع تتساقط من أعين رجال البوليس.

<<  <  ج:
ص:  >  >>