بالأندلس وتركية ومصر وسورية، وذلك لقوة الرابطة بين العرب واليهود في أصل الجنس وأصل الدين وأصل اللغة وأصل الموطن. وكان الأحرى بأبناء العم أن يعطفوا على السامية المضطهدة في بلاد الدكتاتوريات القائمة على عصبية الجنس واللون ومجافاة الإنسانية والدين. . .
ونحن نؤكد للدكتور م. هـ. أن ليس بين المسلمين واليهود إلا فلسطين. ونقصد باليهود هنا الصهيونيين الذين يريدون أن يجعلوا من فلسطين وطناً قومياً لهم على حساب العرب. أما اليهود المصريون والعراقيون وغيرهم ممن لا يدين بالصهيونية، ولا يساعد على هذه اللعبة الإنجليزية، فانهم يعيشون مع المسلمين في كل مكان على وفاق تام وأخوة شاملة
اللغة الأجنبية ومعلمو اللغة العربية
جاء في الأهرام بتاريخ ٤ ديسمبر سنة ١٩٣٨ تحت عنوان (تنفيذ خطة الإصلاح في معهد دار العلوم) أنه قد (استقر الرأي على إنشاء قسم لتعليم اللغات الأجنبية وآدابها لخريجي دار العلوم على أن تكون الدارسة ليلية. وسيذاع في الأيام القادمة بيان بأغراض هذا القسم ونظام الدراسة فيه، على أن يبدأ العمل فيه من منتصف الشهر الحاضر)
وهذا إصلاح جدير بالثناء يتقبله خريجو الدار بنفوس راضية مطمئنة متشوقة إلى الكمال، راغبة في الاستزادة من العلم. فاللغات الأجنبية الآن من أعظم مناهل الثقافة في العلوم والآداب؛ وهم شديدو الرغبة في ورود مناهلها، ولديهم الاستعداد للاستفادة منها، حتى تجدي عليهم في أدبهم ورسالتهم التي يودون أداءها على أحسن الوجوه وأكملها
ولكن ليس كافياً أن تفتتح الوزارة قسما لتعلم اللغات الأجنبية وآدابها، وتنادي المعلمين: هلموا إلى هذا القسم، فإذا هم إليه يوفضون، ومنه يستفيدون مادة جديدة؛ ثم إذا هم يصدرون عنه وقد حمدوا الورد والصدر، وروّوْا نفوسهم من معينه، وتحببوا رِيّا من نميره؛ وإذا هو اصبح طيب الأثر لديهم عظيم الجدوى على علمهم وأدبهم وصناعتهم
لا. ليس هذا كافياً، بل لا بد أن تنظر الوزارة إلى الموضوع من ناحية أخرى: تلك هي أنهم ينوءون الآن بعملهم، فلا يتوقع لهم أن يصلوا إلى الفائدة المرجوّة ما لم يجدوا الوقت فسيحاً يمكن لهم من إتقان عملهم الأصلي أولاً ومن التحصيل المثمر ثانياً
إن المعلم الابتدائي مثلا يقوم بتدريس ٢٤ حصة في الأسبوع؛ وقد يكون لديه عمل إضافي