للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ألقابه. . .

ألا إن الناس ليحرصون على (أبيهم) لا تدور أعينهم إلى غيره ولا تتسع قلوبهم لسواه؛ فها هي ذي العرائض بترشيحه تترى على الحزب من أنحاء البلاد ومن ميادين القتال في كثرة عظيمة تليق بجلال قدره وخطورة شأنه وجليل ما قدمت يداه. . .

وندع الآن ذلك لنعود إلى الحرب وشؤونها؛ وأول ما نذكره أن الرئيس قد أتفق مع المجلس التشريعي على إسناد القيادة العليا للجيوش جميعاً إلى القائد جرانت. . ثم كتب إلى جرانت يدعوه إلى العاصمة فحضر اليها، وذهب إلى البيت الأبيض فلقى الرئيس وسمع منه عبارات الإطراء والثناء ثم تلقى منه نبأ تعيينه في منصبه الخطير.

ولقد تزاحم الناس وتدافعوا بالمناكب حول البيت الأبيض وفي قاعاته ليروا هذا القائد الذي تعلق عليه بعد زعيمهم الآمال. . . ولقد علق جرانت على هذا اللقاء العظيم بقوله (هذه معركة أشد حراً مما شهدت في الميادين من المعارك. .)

وبعد أن درس القائد خططه المقبلة مع الزعيم ورجاله، استأذن في الرحيل فطلب إليه الرئيس أن يبقى قليلاً ليحضر وليمة أعدتها زوجه تكريماً للقائد ولم يكن يعلم بها من قبل ليدعوه إليها فاعتذر شاكراً من عدم قبوله بقوله (حسبي ما لاقيته من تلك المظاهر أيها الزعيم. . .) وفرح الزعيم أن يسمع ذلك من القائد وهل يهدم الرجال إلا الغرور وحب المظاهر الفارغة؟

ورحل جرانت إلى الميدان وقد زوده الرئيس بقوله (أنت رجل همة وعزيمة، وأنا لا أريد وقد سرني ذلك أن أضع في طريقك ما عساه أن يعوقك، وإذا كان في طاقتي أي شيء يمكن أن أمدك به فدعني أعرف ذلك. . . والآن سر في عون الله على رأس جيش باسل وفي سبيل قضية عادلة).

(التتمة في العدد القادم)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>