تخرج هي شعثاء الشعر وهو محلول الإزار. وهنا يصح أن نسأل حضرات الشيوخ الأفاضل أعضاء لجنة القراءة هل نظروا (النواحي الفنية والخلقية والاجتماعية واللغوية) في هذه الرواية الفاضلة؟
أرى الحديث يجذبني للسؤال (عن المدير الفني) وذلك بمناسبة الحديث الممتع الذي أفضى به حضرة مدير الفرقة إلى محرر مجلة الصباح بمناسبة استقالة سكرتير الفرقة والاستعاضة عنه بالقائم بأعماله الآن ما نصه: (كان بودي أن تتحقق أمنيتي، أن أخلق من الفرقة ومن بين أفرادها مديراً فنياً يتولى جميع أعمالها الفنية ويدير شؤونها من هذه الناحية وتكون له السلطة النافذة. . إلى آخره) فهل تحققت أمنيته يا ترى في إيجاد (السكرتير) الحالي القائم فعلاً بالإدارة الفنية وغير الفنية، فارتأى هذا بثاقب فنه إرجاء تمثيل رواية طبيب المعجزات لأن بطلها الممثل علام مريض والاستعاضة عنها بتمثيل رواية (شمشون) ثم روايتي فتياتنا سنة ١٩٣٧ ومجنون ليلى وبطلها الممثل علام المريض! أم أن هناك باعثاً فنياً قاهراً أوجب تأجيل عرض رواية طبيب المعجزات استيفاء لأغراض فنية، أو أن هناك أسباباً غير ما ذكرنا يجهلها مدير الفرقة غير الفني ويتحدث بها الأدباء والممثلون في مجالسهم؟
السكرتير الحالي رجل فاضل يضرع رواية شمشون بالفن والفضل، ودليل ذلك أنه كان قبل أن يرقى إلى (مقامه) الحالي، يشرف على نشر الإعلانات وإلصاقها في الشوارع، وهو هو صاحب الإعلان المشهور عن رواية (الفاكهة المحرمة) فقد طبعه لوحده - على ما نقل إلي - ووزعه وألصقه على الجدران ولم ينتبه للغلطة العربية الفاضحة (تأليف الأستاذان) إلا بعد أن ضج الناس وهرعوا إلى التلفون ينبهون مدير الفرقة إلى هذه الغلطة الشانعة.
ما كنت أقصد ذكر هذه الحادثة الفردية التي تدل على مدى فضل (السكرتير الفني) الذي اصطفاه مدير الفرقة لولا اتصالها بلب موضوعي وهو الفوضى المطلقة من الجهل المطلق للفن المسرحي
عرف مدير الفرقة غلطة من اختاره ليكون خير خلف لخير سلف فهل غضب لها؟
كلا لم يغضب، بل أمر - أدام الله دولته - بطبع الإعلان صحيحاً من الغلط وأن يلصق فوق الإعلان الأول ليستر فضيحة الجهل بأبسط قواعد اللغة.