هذه هي العملية التي يقال إنها تتكرر اليوم عشرات المرات في (مكاتب الزواج والطلاق) في روسيا الحمراء. وهي لا تشبهها في سرعتها وبساطة إجراءاتها إلا عمليات تناول الطعام في محلات (السندوتش) الرشيقة التي تملأ القاهرة اليوم. قضمة من بعدها أخرى، ثم كوب الماء ودفع القرش. وتنتهي العملية هنا أيضاً مما تنتهي به عادة في بلاد السوفيت:
- شكراً (وينصرف)
ترى أهو لصالح الجماعة هذا النظام، أم هو هادم لكيانها؟ أما أنصاره فيقولون إن (الزواج) كما يعرفه العالم اليوم لم يزد على أن يكون إحدى العادات المدنية التي اعتادها الإنسان فخرجت به عن فطرته الأولى حيث الحرية التامة وعدم التقيد بأي قيد. وإنه لجدير بإنسان الجيل الحاضر أن يتحرر من هذا القيد كما تحرر من كثير من أمثاله. لقد خبر الناس نظام الزواج أجيالاً من بعدها أجيال، فهل سعدت الإنسانية باتباعه أم شقيت؟ وهل استراح الإنسان في حظيرة الأسرة وارتقى مستواه. أم فقد تحت أثقالها حيويته، وتبددت داخل أسوارها مطامعه وآماله، وناء بأعباء العيش وتربية البنين ورعاية البنات؟
ثم يقولون وما شأن هذا النظام بالحياة الفاضلة التي ينشدها الإنسان؟
أليست جريمة الزنا وليدة هذا النظام؟
وهل في العالم اليوم جريمة أوسع انتشاراً من هذه الجريمة التي يمارسها الملوك والصعاليك على السواء؟