للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مستعد ليبحث معه الطرق والوسائل لتنفيذها. ولما قبل المستر تشمبرلين هذا المبدأ، وقدم مشروع لندن المبني عليه، رفضها الهر هتلر رفضاً باتاً حين ابتداء المحادثات. كان ذلك صدمة عنيفة للمستر تشمبرلين، وخيبة لآماله التي كان يعلل النفس بها. ولكي يهون عليه الهر هتلر ذلك، ويجد لموقفه المناقض مع قوله عذراً، قال لرئيس وزارة إنجلترا إنه لم يخطر على باله أنه (أي المستر تشمبرلين) يتمكن من العودة إلى ألمانيا حاملا قبول مبدأ حق تقرير المصير

كانت الصدمة عنيفة حتى أن المستر تشمبرلين شعر أنه في حاجة إلى الوقت ليفكر فيما يجب عليه عمله، فانسحب، وقبل انسحابه طلب من الهر هتلر أن يعيد له التأكيد بعدم الزحف على تشيكوسلوفاكيا أثناء المحادثات، فأكد له الهر هتلر ذلك

وكان موعد متابعة المحادثات الساعة الحادية عشرة والنصف من اليوم التالي؛ وكان المستر تشمبرلين يتأكد من أن الهر هتلر لم يفهم حق الفهم ما كان يقول له عن طريق المترجم، لهذا فكر أم من الحكمة أن يرسل إليه قبل الشروع في المحادثات، ملاحظته كتابة على مطالب الهر هتلر الجديدة. ومما قال في ملاحظاته أنه سيرسل المطالب إلى الحكومة التشيكوسلافية، وأبان الصعوبات العظيمة التي تحول دون قبولها. ولما تسلم المستشار الكتاب، أظهر رغبته في الجواب عليه كتابة. ولذلك ألغى الاجتماع لمتابعة المحادثات وأرسل الجواب بعد الظهر.

ظن المستر تشمبرلين أن التأخير في إرسال الجواب ناجم عن إجراء بعض تعديلات في مطالب الهر هتلر. وعندما تسلم الكتاب خاب ظنه، إذ وجده يحتوي على توضيحات للمطالب ولا يعدل فيها شيئاً. فطلب المستر تشمبرلين نص المطالب، وصورة من الخريطة المرفقة بها، لإرسالها إلى براغ، وعزم على العودة إلى لندن. فقدم إليه ذلك خلال اجتماعه بالهر هتلر الذي ابتدأ الساعة العاشرة والنصف من مساء ٢٣ سبتمبر (أيلول) واستمر حتى الصباح الباكر.

وقبل أن يودع المستر تشمبرلين الهر هتلر، قال له زعيم ألمانيا إن بلاد السوديت آخر الأراضي التي يطمع فيها بأوربا، وإنه لا يرغب في أن يضم إلى الريخ شعوباً غير ألمانية. وقال أيضاً إنه يرغب في أن يكون صديقاً لإنكلترا. ثم أردف قائلاً: صحيح أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>