التي وضعتها في مسرحيتي لم تكن تخرج على المسرح ولها الخواص والمميزات التي كنت حريصاً عليها حين وضعت أشخاص مسرحيتي قبل التمثيل.
واتفق بعد ذلك أن نضجت في ذهني فكرة قصتي الأولى (الزواج السري). وظلت صورة بطلتها تتمثل لي مع كل صباح؛ حتى كان نوفمبر سنة ١٩٠٧، إذ جلست إلى منضدتي أسجل بقلم الرصاص فصول هذه القصة التي تولى نشرها (مارتن سيكر) في صيف عام ١٩١٠
مضيت في كتابة هذه القصة ببطء شديد. ولم تكن لي مرانة قصصية تذكر، غير أني مضيت في تسجيل فصولها على غرار الأساليب المعروفة في القرن الثامن عشر، وكذلك كانت هذه الفصول تدور حول حياة أشخاص عاشوا في ذلك القرن نفسه. وإني لأذكر أنني فرغت من كتابتها في عام ١٩٠٩، ثم آثرت أن أبعث بها الى صديقي (جون موراي) الذي كانت لأبيه دار للنشر. على أني كنت ضعيف الأمل في أنه مستطيع أن يحمل والده على قبول نشر قصتي. ولم ألبث بعد إرسالها إليه سوى أسبوعين، كتب إليّ بعدهما يقول إن ممن يقرأون لهم اثنين نصحا لهم بعدم نشر هذه القصة، وإنه لا يستطيع أن يصنع من أجلي شيئاً!! وقد عجبت لذلك كثيراً. . .
وبعد ذلك تلقى أبي من صديقه (هنري جيمس) كتاباً يقول فيه إنه بعث بقصتي إلى الناشر (هانيمان) وطلب إليه أن يعيرها عناية خاصة. وقد كان أبي حينذاك ينظر إلى كتابتي القصصية على أنها ليست فقط مضيعة لوقتي، بل هي فوق ذلك مضيعة لنقوده أيضاً!
كان (هنري جيمس) رجلاً طيب القلب إلى أبعد حد. غير أنه لم يكن ذا ولع بأن يقرأ قصة من طراز القرن الثامن عشر؛ وقد بدا ذلك جلياً في خطابه ذاك. وإني لأقرر في هذا الصدد أنني أستطيع أن أعد على أصابع اليد الواحدة أولئك الناشرين الذين يحكمون على ما ينشرونه بمحض آرائهم الخاصة. ولعل ذلك من أشنع العيوب التي يمكن اجتلاؤها في ميدان النشر
وأكبر الظن أن القصة لم تصل إلى يدي (هانيمان) إذ بعث بها (هنري جيمس) إليه. فقد عاد بها البريد إليّ بعد ثلاثة أيام مع أن (هانيمان) كان وقتها مسافراً في مكان بعيد، كما علمت بعد ذلك. وقد أرسلت بها مرة أخرى إلى ناشر آخر لم يوافق على طبعها إلا إذا