للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قمت بنفقات الطباعة! فقصدت إلى ناشر غيره رفض أيضاً، ثم إلى ناشر ثالث حجزها بضعة شهور قبل أن يرفضها هو أيضاً. وهكذا تعدد عرضي إياها على الناشرين، كما تعدد إصرارهم على الرفض. وكان أبسط نتائج هذه الحالة أنني يئست من مستقبلي ككاتب قصصي، فعدت أحاول أن أعالج المسرحية من جديد، فكتبت قصة تمثيلية جديدة وقدمتها إلى والدي ولكنه رفض إخراجها! فعزف بي ذلك عن كل رغبة في احتراف القلم؛ وبدا لي أن من الأوفق أن أجرب حظي في الاشتغال بتربية الأزهار واستنباتها، وقد أصبت في هذا العمل حظاً من التوفيق فأصررت على ألا أخط بقلمي حرفاً واحداً من قصة جديدة؛ إلا إذا طبعت قصتي الأولى (الزواج السري) ورأيتها منشورة في كتاب يجثم على مائدتي!!.

وحدث بعد ذلك أن أنذرني أبي بأنه قد بر بوعده وأمضى خمس سنين وهو يعطيني مائة وخمسين جنيهاً في العام - غير أنه لا ينوي استئناف تأدية هذا المال معاونة لي على استنبات الأزهار أو كتابة القصص! وهكذا وجدتني مرغماً على احتراف التمثيل مثله. وكان هو في ذلك الحين قد أرصد قدراً من المال لإخراج مسرحية جديدة للكاتب العظيم (هول كين) في سنة ١٩١٠ وكان في هذه المسرحية الجديدة دور يلائمني، ولم تكن أمامي عقبة سوى موافقة المؤلف (هول كين) نفسه لأقوم بأداء هذا الدور في نظير أجر أسبوعي قدره عشرة جنيهات

وأخرجت المسرحية، ولعبت دوري فيها؛ وظللنا نخرجها أسبوعاً واحداً. غير أنها جلبت عليّ بعض الحظ. فإن بعض أصدقائي الفنانين قد أخبرني بأن الموسيقي (بليسييه) كان يبحث عن شاعر يضع لفرقته بعض الأناشيد، غير أني لم ألبث أن مرضت بالتهاب في الحلق، ولكن مرضي لم يحل دون قيامي بنظم ما يريده من شعر غنائي ومن حوار موسيقي. وهكذا وجدت لدى الرجل عملاً موافقاً لمدة عام واحد كتبت خلاله قصتي الثانية الشهيرة (كارنيفال)

وفي تلك الأثناء أخبرني بعض الأصدقاء بأن (مارتن سيكر) يلح في طلب قصتي الأولى (الزواج السري)، التي كان قد قرأها قبل أن يحترف النشر وأنه يحب أن يجعلها أحد كتابين يريد أن يبدأ بطبعهما حياته العلمية كناشر. فتواعدنا على اللقاء في مشرب للشاي. وفي هذا اللقاء اتفقنا على كل ما يعنيني ويعنيه من أمر النشر، بعد أن غيرت اسم القصة

<<  <  ج:
ص:  >  >>