فصار (الزواج السري) بعد أن كان اسمها إلى ذلك الحين (موارد الستار)، وقد سر المستر (سيكر) بهذا التغيير أيما سرور
كنت أختلس الفراغ بين مشاغلي لأقوم بمراجعة (بروفات) الكتاب حال طبعه، إذ كنت أعمل مع الموسيقي (بليسييه) كما قدمت، ولن يكن عملي معه يقتصر على تأليف الأغاني بل كان يتعداه إلى كثير من المهام الفنية المتصلة بطبيعة عمله. بل إني لم أكن أفرغ لمراجعة هذه (البروفات) إلا وقد نال مني الجهد وكدت أسقط من الإعياء، وقد سبب ذلك وقوع كثير من الأخطاء المطبعية المضحكة في الطبعة الأولى من الكتاب.
ولم يكن الناس يعتبرون (يناير) من شهور موسم النشر، ولكن بدا لي أن ظهور كتاب جديد لمؤلف مغمور في مثل هذا الوقت الخارج عن موسم النشر قد يكون تنبيهاً خاصاً إلى ظهوره. وقد أسفرت التجربة عن صحة حدسي. وكانت الصحف كريمة في استقبال كتابي غاية الكرم. وأفاد الكتاب من هذا كثيراً، إذ بيع منه خمسة آلاف نسخة قيمة كل منها ستة شلنات، وكان هذا العدد يعتبر ضخماً في ذلك العهد.
وينبغي أن أذكر هنا أنني أشرت على الناشر بأن يبذل غاية الجهد في سبيل الإعلان عن الكتاب في كل مكان. وقد أثر الإعلان كما كنت أرجو، إذ استلفت أنظار القراء إلى كتابي الأول.