وتشاء المصادفة، أن ترتاح في الوقت نفسه رفيقة الأستاذ إلى طلعة الطالب وفتوته فتعمل على إغوائه حتى يتم لها ذلك. وعندئذ توعز إليه أن يطلق زوجته الأولى ليتزوجها هي، ويقبل الفتى على ذلك متأثراً بروح أستاذه وتعليماته. وبجمال معشوقته وفتنتها وإغوائها ويتم بينهما الزواج.
ويتلمس الأستاذ فتاته فلا يجدها، فيظل يبحث عنها في كل مكان حتى يهتدي إليها أخيراً بين ذراعي تلميذه. .
وهنا ذروة القصة ونقطة انقلابها!
ماذا ترى يكون موقف الأستاذ إزاء هذا المشهد البديع؟
لقد كانت تقضي تعليماته أن يدير ظهره ويذهب من توه يبحث عن فتاة أخرى ينسى عندها حبه الأول.
ولكنه بدل أن يفعل ذلك وقف يحدق ثم يحدق ثم صر أسنانه وهو يوجه القول إلى فتاته:
- ماذا تصنعين هنا؟
- الحب حر! أليس هذا من مبادئك؟
ولم يكن من الأستاذ إزاء هذا الجواب المفحم إلا أن تسللت يده في حركة خفية فأخرجت مسدسه من جيبه. وكانت طلقتان أصابت إحداهما الطالب المسكين فصرعته، وأصابت الأخرى عروسه فطرحتها إلى جانبه!
وكانت هذه الخاتمة المروعة هي التطبيق العملي البديع لنظريات الأستاذ الخلابة في (حرية الحب) وفي مقدرة (ذيل الزمن) على نشر النسيان بين الناس، وفي بيان ما أصاب عاطفة الغيرة من الهزائم على يد هذه المذاهب الحديثة!