فقد شهدت منذ قليل رواية جميلة عنوانها ` وترجموها بقولهم (مخالفة الشريعة) والرواية تسير حوادثها هكذا:
يقبل من أقصى الأرض فتى وفتاة يريدان الالتحاق بإحدى الجامعات (الروسية) الحديثة. والشابان زوجان. ويرد الشاب أن يلتحق بكلية الطب فيصادف فيها الأستاذ ر - وهو ركن من أركان السوفيتية. فينفث في الطالب من روحه، ويتأثر الطالب بنفثاته، لأنه بعجب بعلمه ومقدرته في فن الجراحة الذي يدرسه عليه، وتكون من تعليمات الأستاذ لتلميذه أن (الحب حر) وأن رباط الزوجية معطل للنبوغ مقيد للمواهب. ويضرب له المثل بنفسه فيريه أنه هو غير متزوج، ولكنه يعاشر فتاة يحبها حباً كثيراً، وأنعه يسعد بهذا الحب أضعاف السعادة التي يمكن أن يشعر بها الأزواج. وتنسكب هذه المعاني انسكاباً في قلب الفتى الغض: فتفتر همته في حب زوجته الشابة لأنها ظللتها تلك الغشاوة التي نسجها من حولها أستاذه، وتحس الفتاة بما جد على فتاها من التطور والتحول. وتدرك أن أستاذه هو السبب في ذلك. فتتوجه إليه وتستغيث به في أزمتها التي تهدد حياتها، وتتوسل إليه أن يقوم طباع تلميذه وان يخفف من تلقينه هذه المبادئ التي توشك أن تهدم هناءهما. فيقول لها الأستاذ في جمود:
- وماذا عليك إن تركك فتاك؟
- أن أحبه
- سوف تنسين!
- إن الحب لا ينسى!
- أنت طفلة ينقصك علم كثير وخبرة كثيرة، كل شيء يا بنيتي يستطيع الزمن أن يجر عليه ذيل النسيان
- ولكنني لا أطيق أن أراه يعلق بفتاة غيري.
- هي الغيرة إذن! لقد أصبحت هذه العاطفة عتيقة عندنا يا صغيرتي! ونحن نعمل على مطاردتها من صدور الناس لأنها سر شقائهم. ثم ما بالك أنت لا تعلقين بفتى آخر فينسى كل منكما صاحبه في جو حياته الجديدة؟ إن الحب حر في هذه البلاد!