للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعتقد جمودها نجد عالماً حافلاً بالمواليد والوفيات والحوادث والاصطدامات. فيه صورة للحياة وفيه طريق للموت

هذه الحقائق الأولى التي كانت نتيجة لاكتشاف الراديوم عظيمة إلى أقصى درجات العظم، فهي تظم فلسفة جديدة وتفكيراً جديداً وعلماً يختلف عن كل ما تقدمه، ونتائج تقلب ما ألفناه، حتى كان على الفلاسفة أن يبدءوا فلسفتهم من جديد، وعلى الطبيعيين أن يعيدوا في ضوء هذه الحقائق بناء العلم الحديث

ولا يمكن في مقال واحد أن نستعرض الانقلاب الذي حدث من جراء اكتشاف الراديوم في التفكير الطبيعي أو في الناحية الرياضية أو الجيولوجية. لقد كان له في هذه العلوم أثر كبير، وكان له في الناحية الطبية معجزة أخيرة فإن الراديوم يلعب دوراً في سعادة الإنسان. وعلى حد تعبير أيف كتابها عن والدتها: (قد تحالف الراديوم مع البشر ضد المرض خبيث هو السرطان)

وقد ذكرت في المحاضرة التي ألقيتها في كلية العلوم مساء الأربعاء ٣٠ نوفمبر بمناسبة الذكرى الأربعينية لاكتشاف النشاط الإشعاعي النتائج الأولى لاكتشاف الراديوم وهي المحاضرة التي بسطتها في حديث في نفس المساء من محطة الإذاعة اللاسلكية، كما ذكرت في المحاضرة التي ألقيتها في يوم الأحد ٢٧ نوفمبر سنة ١٩٣٨ في كلية الطب وهي المحاضرة الرابعة في أسبوع السرطان النتائج الأولى لفالكوف وجيزل اللذين بينا ما للراديوم من التأثير الفسيولوجي. كما ذكرت علاقة هذه النتائج بالأبحاث التي قام بها بيير كيري الذي عرض ذراعه لفعل الراديوم، وذكرت دراسته الخاصة بأثر الراديوم في الحيوان واشتراك أطباء من أعلام الطب مثل بوشار وبالتازار اللذين اقتنعا من اللحظة الأولى في (تيرابي) جديدة سموها كيري تيرابي من اسم مدام كيري، كما نوهت بأعمال دولوس ودجريه وفيكام وغيرهم، وهم الذين كانوا أسبق الأطباء إلى استعمال الراديوم بنجاح في الأغراض الطبية)

وهكذا لم يصبح الراديوم موضوعاً خاصاً بالعلوم البحتة والعلوم التجريبية فقط بل أصبح مادة لازمة ونافعة، وهكذا لم ينشأ علم جديد فحسب بل نشأت صناعة جديدة أيضاً

ولنبدأ الآن في سرد الوقائع التي أدت إلى اكتشاف الراديوم والنشاط الإشعاعي بعد أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>